في تغريدة لوزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان عن رفض الموقف الصيني إزاء تصريح الجانب الصيني عن الجزر الثلاث، حيث قارن نشطاء في إيران عن تغريدات سابقة للهيان
عن وحدة الصين عندما كتب تغريدتين أحدهما باللغة الصينية والأخرى بالفارسية، وعندما أراد التحدث عن وحدة إيران من وجهة نظرهم يظهر عجز عبداللهيان التام عن التصعيد أو الاتهام المباشر للجانب الصيني بشكل رسميّ وصريح !
كذلك عبَّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن استيائه من الصين وأن الصين لا تفهم حدود السياسة الإيرانية .. كما صرح نائب في البرلمان الإيراني إلى أن ما أحدثته التصريحات الأخيرة سيعيد النظر عن كون الصين حليف وأن الصين لا يهمها حلفاؤها حجم مايهمها المصلحة..
كما وصفت بعض الصحف الايرانية أن ماحدث يعتبر صدمة صينية مروعة بالنسبة للإيرانيين، وكيف أن طهران أبرمت اتفاقيات شراكة استراتيجية لمدة ٢٥ سنة !
والان يتم بيع إيران حسب تعبيرهم في هذه الجولة السعودية بامتياز على حد وصفهم
و عن كون أن هذا أول جزء أحدثته الزيارة الصينية للسعودية..
إلا أن امتعاض الداخل الإيراني يؤكد قدرة السعودية على أن توجه أقوى حليف لطهران لصالح الشأن السعودي ما خلق تساؤلا مرعباً عن تبعات ما بعد هذه الزيارة ؟
و ماللذي تخطط له الصين لمنطقة الشرق الأوسط؟
وهذا ما حمله إبراهيم رئيسي على عاتقه بعد تهديده الذي أطلقه بشكل مباشر وهو من خلال استغلال نشطاء من الإيقور وهم أقلية مسلمة في الصين، وعزم طهران عدم حماية المواقع التي يعمل فيها الخبراء والعملاء الصينيين في العراق وسوريا ولبنان..
حيث أن الميلشيات الإيرانية كانت تقدم خدمات أمنية مهمة جداً للشركات الصينية هناك.
وأن الخطوة القادمة ستكون بمحاولات الجانب الإيراني لاستهداف مواطنين ومصالح صينية.
نقطة أخرى فيما يخص الجانب الصيني وهي مراجعة بعض الاتفاقيات في ظل التوتر القائم و وابل الاشارات والتهديد الإيراني بعدما وضعت طهران نفسها نداً بند أمام الصين ما أزعج الجانب الصيني.
و من ضمن الاشارات الغريبة أن التلفزيون الرسمي في الصين أجرى لقاء مع حفيد محمد رضا بهلوي
تراه طهران تحدياً وتهديداً باستبدال النظام الإيراني الحالي بنظام جديد كما أنه تأييد للمظاهرات التي تحدث في العمق الإيراني..
والحقيقة أنه يصعب التنبؤ عما ستؤول به العلاقات وعما يحدث تحت السطح بين الجانبين و أين سينتهي بهما المطاف في الفترة القادمة!
وأهم مايشغل السياسة الإيرانية هو إلى أي مدى يمكن للسعودية أن تستفيد من سياسة الصين في المنطقة والتي ستمثل خطراً قادماً أو قائماً على إيران ككل؟
خاصة في ظل الظروف الراهنة فإن طهران تواجه أزمة " حصار رباعي" حيث أن الحصار الأول هو تصريح الحكومة الأمريكية السابق بألاّ تفاوض مع إيران، والحصار الثاني أن إيران غير قادرة على عمل الفوضى هذه الفترة فقد كانت بالسابق تعمل على التفاوض مع اثارة الفوضى في المنطقة أما اليوم فلا تفاوض ولا فوضى.
أما الحصار الثالث فهي الاحتجاجات القائمة والتي تعزل الحكومة عن الشعب بالإضافة للعقوبات الأمريكية بسبب ما تنتهجه إيران من قمع وقتل للمتظاهرين ماجعلها تحت مجهر المنظمات الحقوقية، والحصار الرابع يأتي في التحالف الغير مقدس مابين طهران وروسيا في حربها ضد أوكرانيا وهو ما يعزل إيران عن المجتمع الدولي الذي لن يستبعد طهران عن كونه شريكاً داعماً في الجريمة، وتدين هذه الشراكة أيضًا ..
وهذا دليل كبير جداً على نجاح الزيارة من خلال قدرة المملكة على تعميق علاقتها بشكل أكبر مع الصين وأن تضع ماتراه المملكة العربية السعودية مناسباً لأولوياتها على نفس الخط المناسب لأولويات الصين ..
وبالتالي تمكنت السعودية من الاتفاق مع الصين في أهم وأكبر عدد ممكن من القضايا كما أنهما مشتركين بعدد كبير من السياسات الخارجية وبنفس المبادئ التي تتعامل بها المملكة خارجياً وتفخر بها وأبرزها هو "عدم التدخل في سيادة الدول".
يبقى الأهم رغم كل هذه التداعيات أنها لا تعني حتمية استغناء الصين عن طهران لكنه يعني بأن الخطوات التي تم اتخاذها في السعودية بالتحديد منذ رؤية ٢٠٣٠ و التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كانت كفيلة لخلق حنق وامتعاض دول لا ترغب ولا ترحب بهذا الاندماج المثمر بين الدولتين و بكل ما من شأنه تأكيد أن السعودية نالت مكانة عظيمة وكبيرة جعلتها أرضاً تستقطب المشاريع والاستثمارات العالمية.