إخدود الوادي "طريب" لم يكن عادلاً بما يكفي بل بعنصرية قديمة تلوّى كالثعبان وقسّم الجغرافيا الطبيعية والسكانية بسوء نية إلى جالين، الجال الشرقي بطابعه الجاف الجلف الفقير، والجال الغربي الزكرت المبتسم السعيد. سبحان الله الشرق دائماً تعيس ومصدر للتعب والمشاكل بعكس الغرب والمغرب. حتى الهواء الشرقي يشقق براطم الناس ويثير العج ويحدث الجفاف، وحظنا الأقشر طيحنا في الجال الشرقي بطريب. معاناتنا قديمة، والتباين واضح بين الضفتين في كل شيء من اللطافة والشعور بالسعادة والترفيه والتحافة إلى الدراهم والجمال، كل هذه الأشياء نادراً توفرها عندنا بالشرقي، وإن توفرت لطشوها أهل الغربي، تصورا حتى ربعنا الموسرين ورجال الأعمال تركونا وأنضموا لجيراننا بالجال الآخر وتنكروا لنا وقطعوا باب الصدقة.
وللحق غرب الوادي من حقهم لو شافوا حالهم ومعهم العذر، فذوقهم رفيع ومنازلهم أنيقة وألوانها زاهية وأغلب المتعلمين فيهم مع أن نسبة الطلاق عندهم مرتفعة؛ وحتى أسماء شعابهم وجبالهم تفتح النفس مثل ، زهر ، الشرف، سهلان، بينما عندنا جبل العار وجرف العرس وجعيدنان والبرصاء ، وادي الخر. ننام بعد العشاء وهم يسهرون، ويقيمون الحفلات على إيقاعات موسيقى التنك قبل أن يستعيبونها مؤخراً ويجحدون أنها تراث أصيل عندهم أباً عن جد، أما نحن فنصيبنا الإستماع لعزف أنكر الأصوات الليلية من الكلاب، والحمير القادمة من جهة الشرق. حالنا يثير الشفقة والسخرية، وقليلا ما نحظى بدعوة من الضفة الغربية لحظور مناسباتهم الكثيرة والطرب الشعبي الجميل.
ان قام حظك باع لك وأشترى... ولا مشروع واحد يوجد بضفتنا الشرقية ولا مبنى لدائرة رسمية، لكن للإنصاف والإعتراف بالجميل كان أول مكب للنفايات عندنا وأول محرقة قمامة من نصيبنا وأول شاحنة شفط صرف صحي أمطرت روابينا بالسماد السائل، ونأمل تكريمنا ببناء مسلخ عام يخدم الجميع ولا يهمنا الإزعاج بقدر تطلعنا للمشروع.
. غداً ربما نلتقي.
عبدالله غانم القحطاني
المحافظة “ب” غربها أسعد من شرقها
(0)(4)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6623935.htm