أسعدتنا أبا منصور بأحاديث السَّحَر وبقلمك الجميل والحقيقه أن الذكريات القديمة تكاد تكون خيالًا عند الجيل وربما بعضهم لم ولن يصدقها لكن بقيت لنا معشر المخضرمين الذين مروا بجميع عوامل التنمية والتعرية من قبل ذلك.
المهم وجدت هجومك الجميل على الخطباء الشباب المتحمسين فوجدت نفسي من أولهم ولم يسبقني على الخطابة من الشباب إلاّ المرحوم الشيخ علي بن شايع بن طمسان رحمه الله فيما أعلم، وحماسنا في تلك المرحلة نريد أن نرى المجتمع كله سواء في تربية لحاهم وتقصير شنباتهم وثيابهم ولا يوجد فيهم مدخن ولا يسمع أحد منهم الغناء ووووو الخ !!!! ولم نكن ندرك أن هناك خصال خير فيهم كثيرة لم نتطرق لها ونشكرهم عليها غفلة منا.
واليوم تطرقت للإمامة في صلاة التراويح خاصةً وقد كنت أنت أخي أبا منصور أول من صلى بنا من الشباب وكانت قرائتك جميلة وخاصة بعد إجتماع القرية كاملة في مسجدكم وقد خلفت والدي رحمه الله في الإمامة وكنت انت الجدير بها، وأفخر أن كان لك علي فضل في بعض التوجيهات والتصويب لبعض الأخطاء في تلاوة القرآن وانا اليوم أعلنها أنك أحد أساتذتي الأجلاء وكان هناك شخص آخر أحب أن أسمع تلاوته أثناء إنتظار الصلاة وهو الاخ سعود ابن نومة وفقه لله، هذه بعض ما حضرني الآن وقد تبت إلى الله من تطويل الخطب ورفع الصوت المؤذي للمصلين كي تعم الفائدة للسامعين، رحم الله من كانوا معنا تلك السنين وغفر لهم ووالديكم أجمعين والمسلمين اجمعين الأحياء منهم والميتين.
وهنا أحب أن أشيد بالشباب الذين كان لهم دور جميل بارز في خدمة طريب وغيرها من وطننا الحبيب سواء في التعليم والتوجيه ويأتي على رأس هذا الهرم أستاذنا الغالي ابو بدر محمد الصنيج وفقه الله وجزاه خيرًا، أو إعلاميًّا مثل هذه الصحيفة العملاقة بقيادة الدكتور أبو راكان وكل العاملين معه وفقهم الله، أو إجتماعيًا مثل أخي ناصر بن جبران وجميع الشباب العاملين معه أو طلبة العلم مثل الشيخ علي بن نومة ومن معه، وكل من ساهم بقليل أو كثير في القيام بسد حاجة معينة في هذا المكان الطيب لا أدري كيف تغيرت بوصلتي إلى كل هذا ولكن السحر له أحكامه.
أخيرًا أخي أبو منصور والمتابعين لهذه الممازحة بيننا أسعدنا بأحاديث السَّحَر لعلها تعلل نفوسنا بعد عدة عقود وفقكم الله.