هل تملك مهارات المستقبل التي تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030؟ ؟؟ طور ذاتك فأنت أهم وأعظم رأس مال بشري ..
اليوم تغيرت متطلبات سوق العمل عمّ كان عليه في السابق، واختلفت مقايس التوظيف عن السنوات الماضية ،فقد كانت الشهادة الجامعية سابقاً كمتطلب أول للتوظيف ثم يتلوها الخبرة حيث كانت الخبرة شرط ومطلب أساسي في وقت مضى وكثير من القطاعات سواء كانت كبيرة أو صغيرة حكومية أو خاصة، أيضا لا يخفى على الجميع أن نظام التوظيف سابقًا كانت -الواسطة- تأخذ النصيب الأعلى منه وذلك لافتقار بعض المؤساسات أو القطاعات أو الشركات لوجود قسم خاص بالموارد البشرية أو ما يسمى سابقاً (شؤوون الموظفين ) ولذلك يفتقر نظام التوظيف آن ذاك لوجود الوصف الوظيفي والاستقطاب والاختيار والتعين حسب متطلبات الوظيفة وشروطها وواجباتها ومزاياها، فضاعت فرص كثيرة على الباحثين عن عمل سابقاً، تخبطوا كثيراً وطرقوا أبواب التوظيف واصطدموا بالواقع المرير، والطلب الوحيد آن ذاك ( الخبرة ) فكيف لحديث التخرج أن يملك خبرة إن لم يعطى الفرصة الأولى وإن لم يؤخذ بيده؟؟!!
فكانت تلك الاجيال البعض منهم يحبط والبعض يعتمد على مايملك من مهارات لعمل خاص والبعض يرضى بوظائف لا تناسب مؤهله العلمي والبعض لم يحصل على وظيفة حتى الآن كما هو الحال معي، فمنهم من بقي على أرصفة الانتظار فقط بشهادة جامعية وقد يملك البعض منهم مهارات استخدام الحاسب الآلي ودورة أو اثنين في اللغة الانجليزية والبعض استثمر في ذاته ولم تقف الحياة على وظيفة وبدأ يطور من مهاراته ويدفع هنا وهنا كل ما يحصل عليه من مبلغ مالي من والديه أو من خدمات قدمها كدخل له فارتفعت حصيلته في المهارات وكثير من الدورات ولكن صُدم بالواقع حين اختلفت متطلبات سوق العمل وحل محل مطلب الخبرة مطلب اخر هو (حديث التخرج) بنفسه!!!
حيث أصبحوا يبحثون عن حديث التخرج ليمارس العمل فيما تعلم ومازال يحتفظ بمعلوماته.
اما اليوم ولله الحمد فقد تم القضاء على الفساد ونظام الواسطة حيث أنشئت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وهي هيئة تعنى بالعمل على حماية النزاهة ومكافحة الفساد كما تعمل على تنسيق جهود القطاعين العام والخاص في التخطيط والمراقبة.
أيضاً من معوقات التوظيف سابقاً وجود فجوة بين مخرجات التعليم والوظائف والكفاءات وأيضا لم يكن هناك ما يعرف الان بالتدريب المنتهي بالتوظيف ولم ترى النور برامج صندوق تنمية الموارد البشرية التي أتت بهدف دعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص و القطاع غير الربحي والتي من أهم أهدافها:
• تقديم الإعانات من أجل تأهيل القوى العامِلة الوطنية، و تدريبِها وتوظيفِها في القِطاع الخاص والقطاع غير الربحي.
• المُشاركة في تكاليف تأهيل القوى العامِلة الوطنية، و تدريبِها على وظائف القِطاع الخاص والقطاع غير الربحي ويُحدِّد مجلِس إدارة الصندوق نِسبة هذه المُشاركة، وتُدفع النِسبة المُتبقية من قِبل صاحِب العمل المُستفيد من تأهيل المُتدرِب.
• تحمُّل نِسبة من راتب من يتم توظيفه في مُنشآت القِطاع الخاص والقطاع غير الربحي، بعد تأهيلِه و تدريبِه، وغيرها الأهداف التي تصب في مصلحة المواطن الباحثين عمل ودعم التوظيف.
اما الآن فنحن فخورين جداً بتلك البرامج التي رأت النور واستفاد منها نسبة كبيرة جدأ من الباحثين عمل، مثل (هدف) البوابة الوطنية للعمل، (طاقات) للباحثين عمل وتقديم ورش عمل لهم تأهيلية ودورات تدريبة مجانية وتقديم شهادات مهنية احترافية عن طريق برنامج دعم الشهادات المهنية الاحترافيه أيضا برنامج إعانة البحث عن عمل (حافز ) وهي إعانة مالية للباحث عن عمل وحافز صعوبة البحث عن عمل وبرنامج تمهير للتدريب المنتهي بالتوظيف مع وجود مكافاة مالية خلال فترة التدريب التي تتراوح من 3_6 أشهر.
أيضا برنامج دعم التوظيف لذلك من المهم أن نعرف متطلبات سوق العمل الحالي.
اليوم أصبحت المهارة تنافس الشهادة حيث أصبحت متطلبات السوق تحتاج المهارات التي توافق رؤية المملكة 2030 مثل المهارات الناعمة Soft Skills مثل :
مهارات العمل الجماعي وإدارة الوقت وإدارة الذات وتسويق الذات وإدارة الأولويات وحل المشكلات بطريقة إبداعية واتخاذ القرار والتفكير الناقد والإبداعي والذكاء الاجتماعي والتعليم الذاتي وغيرها من المهارات التي سأتطرق لها لاحقا وأفندها في سلسلة مقالات لاحقاً بإذن الله، والمهارات الصلبة Hard Skills وهي المهارات الرقمية والتقنية والتصميم وبرامجة والبرمجة والأمن السبراني والذكاء الاصطناعي، وانترنت الأشياء وبرمجة التطبيقات وتطويرها وتقنية النانو، والربوت ونظم المعلومات وإدارة البيانات وإتقان لغات البرمجة المختلفة وتحليل البيانات واستخراجها ومتطلباتها بالإضافة إلى مهارات في السياحة والفندقة والرياضة والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي وغيرها من المهارات.
لذلك من المهم تطوير الذات بتزويد أنفسنا والباحثين عند عمل بالمهارات المطلوبة حين افتقاد بعضها ونربطها بالمهارات المطلوبة تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 ، فأنهل من بحر العلم في شتى العلوم المعرفية.
أيضا من إحتياجات سوق العمل مثلا تعلم مهارات أخرى مثل تعلم بعض اللغات كما دخلت علينا اللغة الصينة كلغة ثانية بعد اللغة الانجليزية ولذلك من المهم تعلم أكثر من لغة.
وأخيرًا..
لا يقتصر التدريب على تطوير الباحثين عن عمل فقط إنما تعدى ذلك ليكون هناك تطوير الموظفين على رأس العمل حيث يساهم تطويرهم وتدريبهم إلى التقليل من اعتماد القطاعات على توظيف موظفين أو موظفات جدد، حيث أن تطوير الموظفين يرجّح أن يتحمل فرص العمل داخليًا.
دلاليات :
أنت وأنتِ أعظم رأس مال بشر ي فمهما تعددت الموارد ومهما تقدمت الحياة واكتسحت التكنلوجيا عالمنا لتسهيل حياتنا فلا يمكن أن يتم الاستغناء عن الجنس البشري.
تذكروا أنتم أعظم مورد بشري فاستثمروا في ذاتكم وطوروا أنفسكم وواكبوا رؤية المملكة 2030، وساهموا في دعم مستهدفاتها فأنتم شعب تفاخر بكم قيادتنا الرشيدة و تراهن عليكم وعلى همتكم فأنتم قمة طويق، فأبهروا العالم، تجاوزا المُعّتاد واشعلوا سماء العالم بالإبداع والابتكار.، وتجاوَزوا العقبات بهمتكم وأخرجوا عن المعتاد والمألوف فالمستقبل أمامكم.
بقلمي
دلال القحطاني
مدربة ومستشارة في التطوير المهني والإداري وتطوير الذات