إنَّ العلاقات السعودية الفرنسية تزداد يوما بعد يوم رسوخًا وشموخًا ومتانة، وهى علاقات ترتقي بالكثير من المجالات المهمة بين البلدين بما يصب بمصلحتها. كما إنَّ هذا التطور في العلاقات يأتي انسجامًا مع التوجه لدى قيادة البلدين؛ لأنَّ التعاون بينهما يعزز ويثمر عن تحالفات نوعية واستراتيجية ومهمة في كثير من المجالات .
وزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- تأتي في إطار التعاون بين البلدين من أجل تعزيز وتطوير جميع المسارات المشتركة السياسية التنموية والاقتصادية، بالإضافة إلى بحث محاربة أسباب الفقر في دول العالم، وإيجاد السبل التي ترتقي بحياة الشعوب الفقيرة وهذا هو ديدن المملكة الدائم، ومشاركة المملكة في القمة الفرنسية للتحالف المالي والعالم الجديد تعدُّ أمرًا هامًاً؛ وذلك لما تمتلكه من مكانة عالية بين دول العالم وبما يحظى به سمو ولي العهد من ترحيب واهتمام في هذه المشاركة، كل ذلك بالإضافة لما تتمتع به المملكة من قدرات هائلة في كافة المستويات أيضاً؛ وكونها دولة محورية ومؤثرة في المنطقة والعالم، وكذلك لما توليه من اهتمام حثيث في كل ما يهم استقرار دول العالم، ودعمها لجميع المبادرات التي يحتاجها العالم، وهذا ما تسعى المملكة لتحقيقه على أرض الواقع عبر رؤيتها ٢٠٣٠ ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
إنَّ هذه الزيارة الهامة لسمو ولي العهد تفسِّر بشكل واضح وجلي عمق العلاقات المتينة بين الرياض وباريس على مدى ستة عقود من الزمن، ونتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن التعاون الفعَّال في كثير من المجالات الثقافية والسياحية والصناعية والتراثية وغيرها من المجالات الأخرى.
وقد رأينا هذه الأيام الحراك السعودي الدبلوماسي على كافة الأصعدة من خلال سمو وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وهو يزور إيران والاستقبال الكبير لهذه الزيارة واستمعنا إلى التصريحات الشامخة التي ترفع الرؤوس، وتوضح موقف المملكة في العمل على تصفير الخلافات. ونحن نفخر ونعتز بهذه المواقف الدبلوماسية النشطة كما نعتز على الدوام بإرث الدبلوماسية السعودية المتجددة منذ تأسيس المملكة التي عززها وطورها رجال عظام حتى يومنا هذا.
الكاتب والمحلل السياسي
د .محمد مسعود القحطاني