الشك نقيض اليقين وعكس للحقائق وأرضية مهتزة ترجف تحت أقدام المريض به ، الشك مغالطة كبرى تتبلور في ذهن المريض كالحقيقة التي لا تقبل الجدال ، بل هو مرض نفسي مستعصي ويعد أحد اقسى انواع الامراض النفسية والسلوكية ويأتي بدرجات متفاوتة فمن مريض بالشك البسيط الذي لايثق بأحد وإن وثق عاد ليحذر ويحلل وقد يقتنع مكره لا بطل ، ومريض بالشك العنيف الذي يسقط فريسة لأوهامه وتهيؤاته ويعيش تعيسا بائسا تتغذى شكوكه على عقله فلا يكاد يغادره شكه حتى يعود بصورة أو بأخرى فيقض مضجعه ويورثه الهم والغم حتى يكاد يشك في نفسه وقواه العقلية لا سيما حين يكون الشك في أقرب المقربين له كالأخوة والزوجة والصديق والمؤلم حقا أنه يوجد من بيننا من يتبنى ( دون وعي ) إثارة الشكوك والتشكيك وهؤلاء أشخاص يفتقدون الثقة بالنفس نتيجة موقف كالخيانة والخذلان فتجدهم يحملون لواء التشكيك في كل شيء .
الشك يختلف عن سوء الظن وإن بدت مظاهرهما متقاربة إلى حد ما، اذ حين يساء الظن بأحدهم قد يكون ذلك نتيجة موقف او سوء فهم ما يلبث ان يختفي حين تتضح الأمور أما الشك فهو خلاف ذلك اذ لا يحتاج الامر الى غموض حتى يحدث فالنفس الأمارة بالسوء والضعف النفسي والاستسلام للتهيؤات النفسية والإيمان بنظرية المؤامرة وعدم الثقة بالنفس والضعف الايماني مع وجود بيئة خصبة للقبول وتواجد بعض المشككين كل هذا يدفع بالشخص نحو مرض الشك في كل شيء حتى مع اتضاح الأمور وتبينها.
الشك مرض فكم من الخسائر نتكبدها حين يداهمنا الشك في كل ما حولنا ومن حولنا وهنا يجب ان يخضع المريض بالشك إلى علاج نفسي مكثف ولا حرج في ذلك فإن تصل متأخر خير من أن لا تصل ابدا إذ أن الشك مرض العزلة فإما ان يبتعد المريض عن الناس بمحض ارادته أو يبتعد عنه الناس تحاشيا للصدام معه فلا يقين يقنعه ولا حقائق تردعه.
وقد قيل أن الباب الذي يدخل منه الشك يخرج من الحب والتسامح.
أ.جواهر محمد الخثلان
الشك
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6632319.htm