ورد في الحديث النبوي الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( …. و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
يقول المثل الصيني ( اغلق فمك قبل أن يغلق الناس آذانهم)
و مثلنا الشعبي يقول ( من كثر هذره قلّ قدره)
تعوّد اغلب الناس على فتح أفواههم بالكلام في كل شيء ينتقلون من موضوع الى آخر وكأنما هم العلماء الافذاذ والمتحدثون المفوهين
يدخل احدهم المجلس ويسكت الجميع مرغمين لأن سعادته انبرى للحديث في كل شأن يلتفت على هذا يسارره ويوشوش ذاك ويرفع صوته للبعيد يدخل في موضوع مع هذا ويلتفت على الآخر في موضوع مختلف !! يناقش وينافح عن وجهة نظره ولو كانت خاطئة لا يعترف أبدا أن الصمت حكمة وهيبة للحكماء ووقار للأسوياء
وصنف آخر يظن وقد خاب ظنه أن حديثه ماتعا حين يستلم الناس بالتعليقات السخيفة والتندر عليهم والقاء النكت الغبية دون مراعاة لمشاعرهم او احتراما لهم وما أقبح منه الا من سانده بالضحك ودعم سخفه بنعته ب خفيف الدم !! وهناك أيضا ذاك الشخص الذي لا يجيد شيء على الاطلاق كما يجيد مقاطعة الآخرين ورد حديثهم او تكذيبهم وعدّ نفسه قاموسا للمعارف والثقافة وسعة الإدراك وهو ابعد ما يكون عن ذلك!
لست مطالبا ان تتحدث في كل شيء بل انت مطالب بحسن الاستماع والانصات لتخرج بفائدة أو على الأقل الخروج من تجمعات اللغط والجدال بلا خسارة دينية او دنيوية.
حديث الشخص في كل شيء وفي كل اجتماع او كل لقاء وحمل لواء المتحدث الرسمي باسم المجموعة وفرض القناعات على الآخرين وأخذ الوصاية عليهم يقلل من قدر المتحدث ويوقعه في المحظور دون أن يدري فكم من كلمة قالت لصاحبها ( دعني ) اذ يستحيل أن يُلم بكل التفاصيل والاحداث والمستجدات وحتى ما قبلها ويستحيل أن يكون أعلم وافصح واكثر ثقافة من جلسائه ، ثم أن لكل ميدان فارس ولكل مقام مقال وعليه أن يحسب لكل كلمة حسابها.
فالشخص المهذار شخص لا قبول له واغلب الناس يتحاشون الجلوس معه او الانصات اليه ويخشون من الهجمات المرتدة منه حين يصوبون له معلومة خاطئة او يخالفونه الرأي فينطلق كالسهم لتكذيبهم او ازدراء آرائهم ومحاولة النيل منهم لاثبات قوة حجته ولا يعلم ان ذلك ضعف في شخصيته وفقدان لثقته بنفسه ،ف ليته يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ).
كتبه/ جواهر محمد الخثلان