السعادة هي الإبداع في الحياة والعمل والإنجاز والإنتاج والعطاء.
والسعادة أن تصنع ابتسامة على شفاه الآخرين برقيك في التعامل وذوقك في الحديث، وحلمك عند الانفعال وصبرك عند المواقف الصعبة.
السعادة هي التقوى، والتقوى تكون براحة البال والسكينة والطمأنينة والحب والاحتواء والتركيز على الأفعال وليس الأقوال وعلى الطموحات الكبيرة وليس الصغائر من الأمور.
السعادة بالتسامح والابتعاد عن الغضب والقوة في كبح النفس ورغبتها للعدوانية والشراسة والانتقام.
ولهذا فسمات الإنسان السعيد ينبغي أن تكون مرتبطة بهذه السمات وليس بالمال أو الجاه أو الشكل أو الشهرة أو الماديات من سيارات أو جواهر أو مقتنيات لأنها ذاهبة ويبقى جوهر الإنسان وحبه للناس ليضع بصمته في الحياة بعيداً عن الأنانية والتمحور حول الذات.
السعادة هي الأخلاق؛ "إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق".. وهي البذل والكرم ومساعدة الفقراء والضعفاء والمحتاجين.. وهي النبل عند الاختلاف؛ "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".. وهي الشهامة والطموح والتواضع واحترام الوقت والعدالة والانصاف وحسن التعامل وبر الوالدين وصلة الرحم.
السعادة هي الإخلاص؛ فعندما تحب عملاً ستنام مبكراً وتصحو مبكراً وتجتهد في بذل أقصى ما لديك من جهد لتطوير مهارات طلابك وخدمة مراجعيك وقراءة الجديد في مجالك والصدق والأمانة ومراقبة الله عز وجل فيما أوكل إليك.
السعادة هي الابتعاد عن الأنانية والمكاسب الشخصية والتسامح ونبذ الأمور الشخصية والكراهية.
إن السعادة لا تخرج عن كونها السر الأزلي الذي أفنى الكثيرون أعمارهم بحثاً عنه ولم يكتشفوه رغم أنه كان أمام أعينهم، بل في متناول أيديهم لكنهم تجاهلوه وهو الإحساس بالآخرين بآلامهم ومتطلباتهم وكأنك تجني ما تزرعه للآخرين، كيف، ومتى، وأين؟
فقط عندما تسعد نفسك من خلال إسعادك للآخرين بكل إخلاص وصدق، ولهذا نجد أن العاملين في جمعيات البر والإحسان والإيثار والكرماء والنبلاء والمتطوعين من أكثر الناس إحساساً بالسعادة لأنهم تجردوا من الأنانية وتواضعوا لحب الناس وفعل المعروف وتملس طرق إسعادهم والإحسان لهم من دون منة أو شفقة أو انتظار مصلحة أو حصول منفعة.