ليس منا من لم يطرق الحب قلبه، كلنا عشنا ونعيش الحب بكل شغفه وطقوسه، حب الوالدين حب فطري لا يتبدل ولا يتحول، حب الأبناء هذا الحب العذب تعيش به وتعيش له، حب الأصدقاء، وحب الحياة، وحب الجمال، وحب الطبيعة والتأمل، أشكال من الحب ترتفع وتيرتها وتنخفض حسب تقبل القلب وخضوعه..
هناك حب مختلف حب لا تدري إن كان طول العشرة سببا في رسوخه! أم هي الحاجة للأنس! أم الخوف من مجهول قادم! أو فرارا من الوحدة بعد أن توارت زينة الحياة الدنيا من أبناء وبنات خلف مصالحهم وحياتهم في دورة للحياة طبيعية..
حب الزوجين من كبار القدر والسن بعد مضي ما يزيد على الخمسين عاما تشاركا خلالها الألم، والفرح، والخوف، والأمان، والحزن، وكل المشاعر المتناقضة والمتشابهة، الحب الذي صبغ ملامحهما حتى كادا أن يتقاسماها، و يتشبهان في جزء منها ناهيك عن تمازج الأفكار والطباع..
يتحدث أحدهما للآخر وقبل أن يتم الجملة يكمل الآخر وكأنما قرأ أفكاره في تناغم عجيب..
الحب بين زوجين أمضيا اكثر من نصف أعمارهما حب كبير لا يماثله اي حب..
يأنسان ببعضهما، يتفقدان بعضهما، يفتقدان بعضهما بوجع لا تتحمله قلوبهم..
وحدث في كثير من القصص أن توفي أحد الزوجين المسنين ولم تمضي سوى أيام أو أشهر قليلة حتى لحقت به زوجته!
قصص وفاء المسنين لبعضهما قصص لا تصدق، قمة الوفاء والإخلاص والحب القوي النقي الذي لم تدكه أعاصير الأيام بقسوة أحداثها فتفتته..
الحب في خريف العمر كما يطلق عليه حب ربيعي تزهر به أيامهم، وترقص له قلوبهم، وتلمع أعينهم بهجة وسرورا..
خريف العمر في قاموس كبار القدر والسن ربيع تهب فيه نسائم النقاء لتغسل قلوبهم من كل شيء إلا الحب الكبير لبعضهما..
امعنوا النظر في حكايا أمهاتكم وما يرويه الآباء عن تضحياتهم في سبيل سعادة نصفهم الآخر! أي ملاحم سطرها هؤلاء في قيم الصبر، والإيثار، والرفق، والحنان..
حب خريف العمر مدرسة لكل من يروم الاستقرار والهدوء .
لا تفسدوا على كبار السن والقدر مشاعرهم بالاستهزاء بها والانتقاص منهم حين يعبرون عنها بشفافية ونقاء
دعوهم يعبرون ويتحدثون عن بعضهم فالحب لا عمر له ولا زمان .
الحب في خريف العمر
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6676557.htm