الأمة السعودية في كفة، والعالم أجمع في الكفة الأخرى، وإن غضب البعض فتلك هي الحقيقة، نحن شعب همتنا" جبل طويق" لدينا قيادة فطنة توجهنا إلى طريق التميُّز والتفرد والرفعة، ليس كما اتفق، لكن بخطىً مدروسة مُحكمة ثابتة، نعلم كيف نسير وإلى أين المسير، لا نحاكي أحدا في نجاحاتنا، لكننا نرسم صورة جديدة فريدة مبهرة، يراها العالم -لأول مرة- في تاريخه، فيصاب بالذهول من هول ما رأى من العزيمة والإصرار على تحقيق الأهداف.
عشر سنوات كافية، بل هي كافية جدا، بأن نبدأ بتنفيذ خارطة طريق لإنجاح هذا الحدث العالمي المهم، كي نبهر العالم بالإنجاز العظيم الذي ستشهد المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم ٢٠٣٤.
لكن لن ننتظر إلى ذلك اليوم حتى يعرف العالم قدراتنا الإبداعية على كافة الأصعدة،
-وبالفعل- نحن قد بدأنا من وقت طويل، وبالتحديد منذ أن أعلن ولي العهد - حفظه الله - رؤية المملكة ٢٠٣٠، وما كان إعلان استضافة كأس العالم ٢٠٣٤ إلا أحد أهدافها، والذي ينبثق منه، أهداف عديدة أذكر منها - على سبيل المثال-لا الحصر- المكاسب العديدة التي ستعود على مملكتنا الغالية من استضافتها لكأس العالم لكرة القدم، وهي في الواقع ستعم كافة القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وبالأخص القطاع الرياضي والسياحي والترفيهي وما يصحبها من إعمار في المقاولات والإنشاءات في البنى التحتية للعديد من المشاريع ... إلخ.
أما ما يخص الناتج المحلي فيتوقع الخبراء أن يضيف "المونديال" 2٪ للناتج المحلي للملكة وذلك خلال العام الذي تقام فيه هذه البطولة.
وما التطور الأخير الذي شهده القطاع الرياضي في المملكة خلال الآونة الأخيرة والتركيز الملحوظ على تطوير الأندية الرياضية من خلال تخصيصها وجلب واستقطاب نجوم كرة القدم البارزين في العالم، إلا دليلا على الأهمية القصوى للقطاع الرياضي في المملكة، وقد أثبت الدوري السعودي "دوري روشن" الكفاءة العالية والشهرة الواسعة التي حصل عليها عالميا، والتي مكّنته من الوصول إلى مصاف أهم 10 دوريات في العالم.
وهنا لا بد من وقفة سريعة مع بعض الأحداث التي وقعت في الماضي القريب وبالتحديد حينما قامت المملكة بلفت أنظار العالم من خلال جذب كبار اللاعبين العالميين مثل كريستيانو رونالدو، ونيمار، وكريم بنزيما، وغيرهم .. وضمتهم إلى أحضان أندية الدوري السعودي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وحسب، لكن السعودية بادرت إلى خطوة أخرى لا تقل أهمية عن استقطاب اللاعبين الأجانب المؤثرين في القطاع الرياضي العالمي، بأن بادرت بشراء نوادٍ أجنبية وفازت بحقوق تسمية ملاعب عالمية..
وقد عملت المملكة العربية السعودية بكل جهد وتفاني من أجل الفوز بتنظيم كأس العالم ٢٠٣٤ بعد عشر سنوات …
وهذا سوف يكون مفيدا جدا للملكة في عملية التحول الاستراتيجي في عالم كرة القدم على وجه الخصوص لما يعنيه ذلك من لفت أنظار العالم قاطبة لها.
واعتقد بأنه وبعد فوز المملكة بتنظم كأس العالم سوف تنتج عن ذلك تساؤلات عديدة من الجمهور الرياض المهتم بهذا الحدث العالمي، من تلك الأسئلة -على سبيل المثال: "
-من هي السعودية التي ستستضيف كأس العالم بمفردها دون شركاء؟"
-وكيف تستضيف ٤٨ منتخبا على أرضها حيث لم يسبقها لذلك أي دولة في العالم من قبل؟
هذه الأسئلة وغيرها سيثير فضول ملايين البشر للبحث عن إجابة لها، ثم .. -وهو الأهم- أنهم سيقتنعون في نهاية المطاف: " بأن الخبر ليس كالمعاينة"!
وسيأتي العديد منهم ليرى عن كثب هذا البلد الرائع الجميل المتنوع جغرافيا وثقافيا وتاريخيا…إلخ .
ومن المعلوم بأن الرياضة هي الأرضية مشتركة في التخاطب بين جميع ثقافات العالم، والتي من خلالها تعمل المملكة على توصيل رسائل مهمة للعالم، تحمل الخير والسلام للجميع ، وتسعى جاهدة لنقل الصورة الحقيقية عنها عبر كل الميادين
وأهمها الميدان الرياضي، خاصة أن هناك من يحاولون تشويه سمعتها حسدا من عند أنفسهم، فالفرصة سانحة -بإذن الله- للعمل جميعاً جنباً إلى جنب مع قيادتنا الحكيمة لتحقيق تلك الأهداف المرجوة من أستضافة كأس العالم ٢٠٣٤.
الكاتب: علي أحمد السحاري