الواقعية في نظري ورأيي الشخصي هي فهم خاص وسلوك فكري رفيع يمنحك الحصانة عن الجـدال الانفعالي العقيم مع نفسك ومحيطك وحتى مع عامة المجتمع، الواقعية خط دفاع صامت لا لغوا فيه ولا منه عناء ولا ضرر إذا أتيته .
إنه خط سير ذهني حياتي سالك وخالي من الانفعالات المرضية التي تحكم انفعالات وسلوكيات وحياة كثير من الناس غير الأسوياء واقعا.. تعاملا .. وجسدا .
الواقعية حسب فهمي تمنحك الهدوء وسعة الصدر ونضوج الفكر وترسّخ استخدام العقل في لغتك وتلغي من مساماتك الذهنية والجسدية سوء الفهم والعصبية والتفاعل السلبي واحتدام النقاش أو الجدال اللّغوي الفاسد والعقيم مع المتهورين والمحتدّين نفسيا من حولك ويزيحهم بوعيك من مواجهتهم رقيا بك وبذاتك الواقعية .
والسؤال هنا : هو كيف لك بالواقعية ؟ في الوقت الذي لم يبقى لك فيه مساحة للعقل وحركته إذا تفاعلت سلبيا مع محيطك أو من يناقشك بانفعال خالي من الذهنية الفكرية، لأنه ناقص الأهلية الفكرية المتأتية من الواقعية الثقافية السامية.
الواقعية الفكرية هي سلوك وحياة عمل في هذا الزمن أكثر أهمية وقيمة للإنسان وصحته العقلية من التطعيمات التي نحتاجها لصحتنا الجسدية.
الواقعية هي أشبه ما تكون بالاستحواذ على تجارب البارزين الصالحين المحترمين الضالعين في الحياة والعلم وليس القافزين لدرجات سلم البروز والتأهيل العلمي حتى الأكاديميين منهم، فكم من أكاديمي يحتاج للتطعيم العقلي والاجتماعي وقبلها المعرفة الدينية للتّحرك بواقعية في مسارات الحياة التي يعيشها بارتجاجات جسدية مبالغ فيها للفت النظر له.
الواقعية مكتسب عقلي صرف وليس علمي كما أرى من واقع تجارب وتحاور واستخلاص مصادفات ومعايشات مع الناس وسلوكياتهم في الحياة واضطراباتها.
الواقعية أكبر من الشهادات إنها حالة عقلية متميزة متفردة من بين مكونات الجسم البشري وما عداها فهو بريق وبهرجة كلامية زائفة.
الواقعية خاصية فهم لا تجد مكانها إلا مع العقل الواعي الرزين ومناخها أكثر أهمية من المحتوى الإنساني الذي يغلف حياة بعض الناس اليوم وهو بعيد عن هذا المحتوى إذا اختبرت عقله.
الواقعية عقل راجح ليس متاحا لكل إنسان لأنها نتاج تركيب خلايا مخية خُلقية وليست تأهيلية علمية ولا عملية ولا مكانة اجتماعية أو وظيفية، هي بذرة ربانية في الإنسان إما ينميها فتنمو بالعقل أو يدفنها بالجهل الفردي أو المجتمعي حتى، فتموت تماما مثلها كمثل النبتة.
الواقعية تزهر وتزدهر بالعلم الثقافي وعموم المكتسب منه وفقا للعقل .
الواقعية كما أسلفت مثل النبتة وكم قابلت من الناس أرحم عقولهم لجفافها من الفهم المكتسب والانتفاع من معطيات مكتسباتهم العلمية والحياتية بالثقافة العلمية العقلية ليكونوا واقعيين ولكن للواقعية الثقافية أهلها وللجهالة الثقافية أهلها وشتان مابين الحالتين ..
إشارة:- ونحن قاب قوسين أو أدني من يوم التأسيس ترى ماذا أُعِدّ له في طريب من رؤية وأراء تليق بالمناسبة ؟
وأمنيتي أن يكون لنا في احتفالية اليوم الوطني الماضية نموذج جميل ومشجع للانطلاق رغم بساطتها نحو أفاق أكثر تطورا وإبداعا ومسايرة الأفكار المتطورة في الاحتفاليات هنا وهناك و طريب أهلا لها.
تغريدة : يا ترى متى يتحول طريب بما فيه ومن فيه من عقول من التلقي إلى الإلقاء ؟!
تويتر : mohammed_kedem
ا. محمد بن علي آل كدم القحطاني