[B][FONT=Arial][SIZE=4]
اصطف جيش المسلمين وجيش الترك فنظر قائد المسلمين قتيبة بن مسلم فإذا بجيش الترك لا يرى طرف صفه من الميمنة والميسرة

.. كتائب كالجبال.. وأعداد كالذر.. لا يقطع الطرف أمدهم ولا حدهم ونظر إلى جيشه فإذا هم ثلّة قليلة لا يوازون أبداً عدد الجيش

المقابل وهنا تذكر رجال الألوف..

فسأل أين محمد بن واسع ؟ قالوا في ثنايا الجيش قال : اذهبوا واطلبوه ذهبوا يبحثون فإذا الرجل قد وقف في جانب الجيش واتكأ على

رمحه وأشار بإصبعه إلى السماء ماذا يصنع يا ترى ؟ إنه يرسل دعاءً يتصاعد إلى السماء لمن لا يرد سائلا (( يا رب نصرك لأمتنا هذا

اليوم يا رب نصرك الذي وعدتنا يا رب لا يغلب جندك ولا يهزم عبادك ونحن أولياؤك )

هابوا أن يكلموه وعادوا إلى قتيبة بن مسلم فقال لهم أين محمد بن واسع ؟ فأخبروه

فقال : لتلك الإصبع عندي أفضل من مئة ألف سيف شهير ومئة ألف شاب طرير ..

نعم إنها الأكف التي إذا رفعت دعواتها تصعد إلى الله الكريم ويستجيب لها ..

ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ** في الفضل حتى عد ألفٍ بواحد

الله أكبر. يرسل العلاء ابن الحضرمي إلى عمر بن الخطاب أننا بحاجة إلى مدد فأرسل إلينا عاجلاً أربعة آلاف فيوجه عمر الأمر مباشرة

بأن يتوجه أربعة رجال !! ويرسل معهم كتاباً إلى العلاء بن الحضرمي أن قد أتانا كتابك تطلب فيه مدداً بأربعة آلاف وقد أرسلنا إليك أربعة

رجال كل رجل بألف على رأسهم عبادة بن الصامت الذي صوته في جيش خير من فئة فكيف إذا ضرب بسيفه ؟

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

هؤلاء الذين صنعوا لنا تاريخاً.. الذين حققوا لنا مجداً الذين كتبوا في ذاكرة الزمان لنا صفحات مشرقة باقية ما بقي الدهر تاريخاً يتألق

على مفرق الزمن ينصع عدلاً وسلاماً وخيراً وبرا

ولا بد أن نعلم أن سجلنا حافل وتاريخنا مجيد ورجالاتنا أبطال هم والله عظماء البشرية وقمم التواريخ أناساً كتبوا تاريخاً بدمائهم وجعلوا

الأقلام عروقهم لن تجد خيراً منهم بعد الأنبياء والمرسلين لأن الله سبحانه وتعالى قد شهد بذلك (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وكل

من طالع سيرهم وقلب صفحاتهم عرف أنهم الرجال حقاً والأبطال بلا أدنى شكّ ..

أفلا نكون كما كانوا .. أفلا نسير على خطاهم .. تلك الخطا التي لا تحيد عن الحق ولا تبحث عنه بديل ..

إنها خطا الشجاعة والصدق والوفاء والأمانة والوقوف صفاً واحداً مع المسلمين..

أم أننا نتتبع رخص الذلّ والهوان والخذلان وإلى متى ؟؟

إذا غامرت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير ** كطعم الموت في أمر عظيم

[/SIZE][/FONT][/B]