[CENTER][SIZE=4][B]
الإعلام سيف ذو حدين
مما لا شك فيه أن الإعلام يعتبر كالزي، الذي ترتديه الدول وتتفاخر به بين مثيلاتها بلونه وقدره وحشمته وكماله ووقاره، وهو الذي يُظهر
به المسئولين صورتهم على العالم وعلى العامة. ونوعية هذا الزي وصدقه له أهمية على الصورة العامة لرقي الوطن والمواطن.
ولكنه وفي نفس الوقت يكون سلاحا ذو حدين، فبعضه يعلي الشأن، وبعضه يأتي بالأثر السيئ والمقلل من القدر.
وحديثي هنا منصب على بعض ما نراه في وسائل الإعلام السعودي في الفترة الماضية،
والتي يقصد به شيئاً، ولكنه يؤدي إلى نتيجة عكسية.
فبعض الإعلاميين يقومون باستقاء الخبر من مصادره دون روية ودون تبصر وتحقق،
ويعمدون إلى إظهاره بطريقة طائشة عشوائية غير مدروسة.
وقد تكون النوايا حسنة من قبل من يقومون بالأعلام عن بعض تلك الأحداث،
ولكنها وللأسف الشديد تكون مسيئة لصورة البلد وللمسئولين في نهاية المطاف.
والأمثلة على ذلك كثيرة، ولكني أورد هنا وأخص خبرين منها:
الأول: بما قام به طلبة من جامعة سعودية من اختراع سيارة أهدوها إلى
مقام خادم الحرمين الشريفين، وكلنا نعرف ما معنى اختراع، وبراءة اختراع، وكيف يكون مختلفا كليا عن كلمة تجميع وتلفيق!.
وقرعت طبول الإعلام، ودندنت المزامير، لنكتشف بعدها الحقيقة المرة.
وهذا مما كان له تأثيرا سلبيا على الجامعة، وعلى صورة المسئولين والبلد.
والخبر الثاني: والأشد إساءة كان عن خبر الزيادة في مرتبات العسكريين، والتي طبل وهلل لها الإعلام، بل إن بعض أكبر كتابنا الكرام
كانوا قد شحذوا أقلامهم وأبحروا في بحار المديح والثناء، وتفانوا للتنويه عن تلك المكرمة العظيمة دون جهد بسيط من طرفهم لمعرفة
كنه الخبر، وكلنا نعرف الفرق بين الزيادة، وبين إعادة الجدولة لسلم المرتبات، حيث لم يطل البعض من تلك الرتب إلا مبلغا زهيدا لا يكفي
لشراء الصحف، التي تبارت في إذاعة الخبر وتفخيمه.
وقد كان لهذا الخبر الكثير من الأضرار على المواطن البسيط، الذي وجد التجار الجشعين يزيدون في أسعارهم،
دون أن تكون لهم أي جهة رسمية بالمرصاد.
والسؤال الآن ، لمصلحة من تكون تلك المزايدات الإعلامية، ولماذا لا يكون إعلامنا دقيقا في نشر الأخبار، ولماذا لا يتحقق من يطبلون
ويزمرون، قبل أن يشعلوا علينا حياتنا بما هو أقل من الطبيعي؟.
تلك أسئلة نرسلها لوزير إعلامنا المحبوب، ونتمنى أن يتم مراعاتها مستقبلا، فالدنيا صارت قرية كونية صغيرة، وزيادة في المرتبات في
السعودية، قد تكون موضوع نقاش وحسد في الواق واق، ولا داعي لأن نُري العالم صورة لسنا عليها. لنستخدم هذا السيف بطريقة لا
تضرنا، ولنمسكه من الحد المفيد، لكي لا تنجرح قلوبنا مع كل خبر مكذوب.
د. شاهر النهاري
[email]drshaherus@yahoo.com[/email]
[/B][/SIZE][/CENTER]