كل واحد منا يريد الحياة تجري على ما يريده من سعادة وخير ونجاح وفرح وغيرها من الملذات والطيبات ولكن المتأمل الحصيف هو من يتلو القرآن بتمعن وتفكر ثم يعيش حياته كما فهمها وعرف قدرها في القرآن والسنة ولا غرابة أن النفس البشرية جُبلت على حب الشهوات لذا لا نعاتب من يريد الحياة خالية من الأكدار والأوجاع والمنغصات ولكن الناظر بعين بصيرة ذات اليمين وذات الشمال يجد أن الناس وإن رأى أنهم سعداء فلابد أن يجد ما ينغص عيشهم ويكدر صفوهم فهذا مريض وهذا فقير وهذا سجين وهذا حائر مهموم وهذا محروم من الذرية والآخر مظلوم وهذا لديه أبناء مرضى وهذا أبناء عاقين وهذا مديون وغيره عاطل وغيرها من ظروف الحياة مما يجعل الحياة غير مستقرة ولكن من يعرف بأن الحياة دار ممر وليست دار مقر وأن الله قد ذكر في مواضع عدة من القرآن حال حياتنا وما سيصيبها من الكدر وما سينتابها من الكبد وأنها زائلة ونعيمها زائل فهذا يجعلنا نعيشها بكل يسر وسهولة ونقبل ما فيها فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فلنصبر ولنحتسب ولنقرأ تاريخ من قبلنا من الأنبياء والرسل ومن زعماء التاريخ و رجاله وعلماء الدين ونقرأ شعر العرب وكل ذلك يوحي لنا ويخبرنا بما نالهم في حياتهم من عقبات ومصائب قد لا نحتملها ثم بعد هذا نبدأ بإعادة ترتيب أمورنا ونعطيها ماتستحق ولا نزيدها فوق ما لاتستحق وها هي ماضية كيف ما شاء الله وقدره علينا وحياة المسلم كلها جهاد ومجاهدة وصبر واحتساب والسعيد من جعل همه وغاية مطلبه آخرته واستزاد من حياته الفانية لحياته الباقية والنسعد ونُسعد ونستبشر ونُبشر ونجعل الحياة سفينة إلى النجاة والوصول إلى رضوان الله والفردوس الأعلى من الجنة ولنجابر بعضنا ونواسي إخواننا وأنفسنا ومن حولنا ونقدم ما يسعد الآخرين فسعادة الغير سعادة لنا ولا نجعل حياتنا بؤسا وشؤما ولنستبشر ونتفاءل بمستقبل سعيد وحياة موفقة معمورة بالطاعة والإنقياد لله.
1005645252
إقرأ المزيد
هكذا..هي حياتنا
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6357176.htm
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سفر بن سيف آل عادي
04/07/2017 في 3:14 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
الله يحرم وجهك عن النار
(0)
(0)
فهد كدم
04/07/2017 في 4:55 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ياابوسعد فما أحوجنا للتواصي باالحق والصبر في زمن الفتن والمصائب
(0)
(0)
ابو صقر
04/07/2017 في 9:13 م[3] رابط التعليق
وفقك الله أخي اباسعد ونفع بك وبما كتبت يداك وجعلك شايبك في الجنه.
(0)
(0)
عبدالله القحطاني
04/07/2017 في 9:29 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله كلام جميل ونحتاج الى مثل هذه الكتابة اللتي تجمع بين الموعضه وحث الهمم والدعوه للصبر وعدم اليأس وسط خضم احداث الحياة الصاخبه وتقلباتها المحزنه والمفرحه .. شكرا استاذ خالد وبارك الله فيك ..
(0)
(0)
عوض محمد ال سعيد
05/07/2017 في 12:57 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كل عام وانت طيب
في الماضي الاجساد متباعده لكن القلوب صافيه
وفي الحاضرالاجساد قريبه لكن القلوب غير صافيه ولا يعرفون بعضهم البعض وقد امتلئت قلوبهم
بالحقد والحسد و التواصل منقطعه نراهم مجتمعين ساعه أو ساعتين في السنه ////
والزمن هذا عليكم بالصبر حتى يأتي زمن أفضل
وجعل شايب جابك الجنه
(0)
(0)
أبوفراس القحطاني
06/07/2017 في 8:24 ص[3] رابط التعليق
فعلا هذه حقيقة الحياة الله يجعلها خير ويكفينا شرها وشكرا للأخ المحترم أ خالد على هذا المقال الجميل جعله الله في ميزان حسناته.
(0)
(0)