في المقال سابق تحدثت فيه عن الضيوف وأهمية احترامهم وتقديرهم وتقديم واجب الضيافة لهم برحابة صدر وطيب خاطر.
إلا أن كما أنا للضيف حق الاكرام وبسط الوجه ورفع الحرج كذلك للمضيف حق في بيته الذي تعب في بنائه وتأثيثه وممتلكاته الخاصه التي أنفق الكثير من أجل اقتنائها، وتوفيرماتحتاج إليه أسرته من مقومات الحياة الأساسية فضلا عن الكمالية، لكن مانشاهده الآن خلال الزيارات العائلية أو الجيران أو الأصدقاء أو الزملاء وخصوصا عند مرافقتهم لأطفالهم شيء مخالف لاداب الزيارة العامه وأهل الدار خاصة. وسأذكر لكم بعضا من تلك المخالفات والتجاوزات على سبيل المثال لاالحصر إذا كنت كريما ومضياف وتفتح باب دارك لأحبابك وأصحابك وأصدقائك وزملائك من باب الإحسان والتواصل والقرابه تصبح محط الأنظار ويكثر عليك اللوم والعتاب لماذا خص العائلة الفلانيه بالعزيمة ولم يعزمنا هو يقصد ذلك؟ الناس مقامات!!
وهلما جرئ من اللوم والعتاب في كل مناسبة وكل لقاء هنا توقف!!
لاتدخل في نيات الناس وليس من حقك أن تبحث عن الأسباب والتفاصيل، قد أكون غير مستعد لاستقبال جميع الاقارب والأصدقاء والزملاء ولدي أسباب كثيره لذلك منها:
* ضيق البيت عدم مناسبته للاستقبال أعدد كثيرة.
* ليس لدي القدرة الماديه الكافيه لتقديم واجب الضيافة من مشرب ومأكل لعدد كبير من الضيوف.
ومن العجيب أن بعض الضيوف يتجاوز حدود الضيافة ويسأل عن كل شارده ووارده ويدخل في تفاصيل لاتعنيه ،لو غيرتم اثاثكم قديم لو فتحتم الجدار أوسع لكم لو لو لو ولاأعلم هذه زيارة أم تحقيق أو ترميم.
ثم يبدأ مهرجان الأطفال اصلحهم الله بعض الضيوف تشعر أثناء زيارتهم لك أن عندهم فترة استجمام من أطفالهم تترك لهم الحبل على الغارب يعبثون ويكسرون ويخربون ويقلبون البيت رأسا على عقب والأم لاارى لااسمع لااتكلم .
هنا يجب على صاحبة البيت المضيفه أن تضبط اعصابها بل وتبتسم! ممنوع العبوس ! حتى لو كسروا وخربوا ماانفقت عليه الأموال الطائلة لتقتنيه لجمال بيتها وبصمة تميزها ولسان حالهم يقول لن ندع شيء في مكانه.
وإلا ستقابل بالهجوم وتوصف بالتعالي والكبر وأنها غير محترمه ولاتحسن استقبال ضيوفها وستؤلف عليها آلاف القصص وتصبح حديث المجالس.
نعود للماضي الجميل وتلك الطفولة البريئه الجميلة كان الأطفال أكثر هدوء واحتراما وكان المجتمع كله يربي ولااحد يغضب اويفسر عكس ذلك .
جميع أفراد العائلة الجد والجده والعم والعمه والخال والخاله الكل يربي ولايسمح بالغلط مما جعل ذلك الجيل محترم لايرفع صوته على الكبير احتراما وتقديرا.
هنا سأقف على جزء مهم في التربية حين تربي ابنائك منذ طفولتهم على أحترام الآخرين وأحترام خصوصيتهم .
فالتربية تحتاج إلى صبر من الأم والأب وتعليم الآداب والأخلاق الفاضله تحتاج إلى جهاد نحن من نصنع أبنائنا ونغرس فيهم تلك الطباع منذ نعومة اظافرهم من المؤسف أن تسمع الأم عبارات بذيئة وعنف ضد أقرانه وعبث في ممتلكات الآخرين ولاتهتم ولاتكترث بل تردد طفل كل الأطفال هكذا وهذه من السلبية واللامبالاة وكأن هذا الطفل لايعنيها في شيء ويجب في المقابل أن تتقبل أفعاله التي هي نتاج تلك التربية الغير جيده أما اهمالا وأما دلالا وفي كل الحالتين ستجني الأم مستقبلا عواقبه وخيمه مما لاتستطيع معها معالجة الوضع وتعديل السلوك .
أعود للماضي الجميل الذي كان إذا أخطأ الطفل أدب وعلم لم تكن الأمهات في ذاك الزمان لديهم مايشغلهم عن أبنائهم ولم تكن تضع حواجز في تربيتها لأبنائها بينها وبين الآخرين لأنها تعتبر العائلة هي الأسرة الأم التي يتعلم منها الطفل الأخلاق والآداب فكان الجميع شركاء في بناء هذا الطفل وتعليمه أم في هذا الزمان أصبح لدى أغلب الأمهات والآباء حساسية ضد ذلك إذا ارتكب الإبن أو البنت خطأ وأراد أحد من الأهل المقربين تعديله وتقويمه ومناقشته ومعاقبته تثور الثأره فالبعض يرى أنه ليس من حق أي أحد من العائله المقربه له الحق في ذلك وأن ابنه وابنته حقا له وحده ولايسمح لأي فرد في العائلة مهما علا شأنه أن يتدخل في تربية الطفل وتعليمه بل وصل بالبعض الحال أن يقطع والديه وقرابته من أجل ابنه أو ابنته التي تجاوزت حدود الأدب مع أحد أقاربه .
لقد علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم آداب ومبادئ وقيم تربويه صالحه لكل زمان ومكان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ) علمنا دروسا في التربية تناسب كل زمان ومكان ويتبقى علينا التطبيق والعمل بها ووضع الأمور في موضعها الصحيح وخصوصا في تربية جيل يحتاج إلى قدوات فالطفل الصغير المدلل غدا سيصبح أبا والبنت الصغيرة غدا ستصبح أما ومن لم يربى على الأخلاق الفاضله تربية سليمه صحيه سيخلف جيل لايقيم للكبير وزنا وللاخلاق معنى.
بقلم: فاطمة الجباري
ياغريب كن أديب
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6358404.htm
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غلاوووي
11/07/2017 في 11:43 م[3] رابط التعليق
فعلا أستاذه فاطمه كلنا نعاني من هذه الأشياء فبعث الأطفال وتدخل الكبار فيما لايعني أمر مزعج أتمنى أن يؤتى هذا المقال ثماره
ودمت أستاذه فاطمه كاتبة ومعلمة رائعه جدا
(0)
(0)
النوري
11/07/2017 في 11:54 م[3] رابط التعليق
كلام جدا رائع وحقيقة واقعاً المريررر?
(0)
(0)
لولوة الوهيبي
11/07/2017 في 11:59 م[3] رابط التعليق
كلام واقعي وجميل ورائع بروعتك يالغالية سلمت يمينك
(0)
(0)
تركية الاحمدي
12/07/2017 في 6:28 ص[3] رابط التعليق
تسلم أناملك كلام قمة في الروعة
أسأل الله لهم صلاح الامور
(0)
(0)
عبير
12/07/2017 في 11:02 ص[3] رابط التعليق
?????
(0)
(0)
ردينة
12/07/2017 في 1:29 م[3] رابط التعليق
مقالة جميلة ومن الواقع
سلمت أستاذة فاطمة ومزيدا من الكتابات المفيدة والسديدة
(0)
(0)
توته الحنونه ثالبه جباري
12/07/2017 في 2:42 م[3] رابط التعليق
ههههههههه الأم لا أرى لا أسمع لا أتكلم واقع صحيح ? الله يسعدك استاذه فاطمه عالمقال الاكثر من رائع.
(0)
(0)
Skarh
12/07/2017 في 6:18 م[3] رابط التعليق
فعلا مقال يجسد الواقع وهذا حال البعض او ربما الجميع الان ?✍
(0)
(0)
فتوما
12/07/2017 في 8:22 م[3] رابط التعليق
كلام في الصميم ليت الجميع يطبقه حتي تتعدل سلوكيات اذفالنا وننعم بالراحه والسعاده معا
سلمت اناملك
(0)
(0)
لولوه
12/07/2017 في 10:44 م[3] رابط التعليق
لافض فوك يام محمد كلام في الصميم كم نعاني من اجل ذلك خفت الزيارات والاجتماعات وصارت بالاستراحات
(0)
(0)
ام دانه
13/07/2017 في 12:48 ص[3] رابط التعليق
?????
(0)
(0)
حنان الكلدي
13/07/2017 في 6:02 ص[3] رابط التعليق
فعلا الله يصلحهم
(0)
(0)