كما أن للتعليم مخرجات قد تكون جيده ومفيدة وتنفع المجتمع أو رديئة قديمة لا تواكب العصر ولا تخدم المجتمع كذلك للتفاهة مخرجات تتطابق معها في الوصف ولا تشابها في المضمون.
وحين نرجع كلمة تفاهة إلى أصلها ومعناها نجد أن تفاهة: (اسم) وجمعها : تفاهات ، تَوَافِهُ
ومصدر تفِهَ : نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة.
ولها معاني متعددة منها : تَفَاهَةٌ مَا بَعْدَهَا مِنْ تَفَاهَةٍ :بمعنى الحَقَارَةُ ، الدَّنَاءةُ، ومنها من يَشْتَغِلُ بِتَوَافِهِ الأُمُورِ : بِمَا لاَ أَهَمِّيَّةَ لَهُ.
سأتطرق هنا إلى قضية اجتماعية حساسة للغاية أقف عاجزة عن وصفها أو فهمها أو حتى الحديث عنها متأملة مستغربة مستعجبه !!
من حال المجتمع واللهث وراء الشهره عبر وسائل التواصل الأجتماعية بطريقة مخيبة للأمال بعيدة عن الواقع أمام قضية جيل اتابعه وعلى مدار اربع سنوات ماضيه من خلال ماينشره ومايقدمه من مقاطع فيديو وصور لايحمل فكراً ولا يقيم للمبادىء وزناً جيل تجرد من القيم والأخلاق والأداب جيل باع فكره وأخلاقه ومبادئه وحياءه بثمن بخس وأشترى التفاهه ليضحك الناس ويقال عنه مشهور.
ماذا ننتظر من جيل فقد قيمه وأخلاقه وقبلها باع عقله والغى فكره وأصبح مقلداً متابعا للتافهين من صنع هذا الجيل ؟وماهدافه ؟ وماهي النهاية؟
أنها حرب فكر تفنن الأعداء في اتقان تلك الوسائل باغراء عجيب وحبكة فريدة غزو البيوت ونفثوا سمومهم ولوثوا عقول وقلوب ابنائنا وبناتنا . حاصرونا في عقر دارنا أننا أمام مشكلة لايمكن تجاهلها او التقليل من شأنها مشكلة جيل قادم هو عتاد الوطن وعدته رسول الإسلام وحمام السلام إذا فقد القيم فقد معها الدين والاخلاق والمبادىء التي تربينا عليها و ثوابتنا الراسخه التي لانقبل المساومه عليها.
جيل أصبح همه الضحك والأستهزاء والسخرية بأي شكل وأي طريقة مقاطع سخيفة وعبارات نابيه واشكال مقززه والبسة فاضحه ايذاء للنفوس والأرواح قبل الأجساد حتى الحيوانات لم تسلم من تلك التفاهات .
أصبح الأيذاء وسيلة للتندر والضحك أحراق القطط وقبلها الخيل ثم مواصلة الضحك بالتهديد بالسلاح او رمي الالعاب المتفجره أو قذف من أعلى مرتفع او وسط مسبح في وسط غفلة وذهول .
انتشار مقاطع تافهه رقص وغناء ومجون وعبث سب ولعن وشتم تساهل في نشر الأعراض ولسان الحال يقول نريد العالم يرانا بأسواء احوالنا وصورنا نريد نريهم أننا أحرار ونفعل مانريد !!
أتعجب هل الحرية في التخلي عن قيمك ومبادئك وأخلاقك ؟
هل الحرية أن تبيع عقلك حتى لايكاد يفرق بينك وبين المجنون؟
نحن أمام قضية جيل فارغ من الداخل ليس لديه هدف في الحياة سوى الضحك ونشر المقاطع والصور،جيل فرط في العبادات والمعاملات لايحترم دينه ولاوالديه ولامعلميه ولاقيمه ولامبادئه ولامجتمعه.
جيل أصبح كل همه مصاحبة التافهين والنشر لهم والضحك معهم.
أتوقع أن الأهداف والنوايا باتت واضحه خلق جيل ضعيف ركيك وطمس هويته واقصاء فكره ومصادرة قيمه والتخلي عن مبادئه وأخلاقه حتى يصبح طعماً سهلاً ابتلاعه واقتلاعه من جذوره وتوجيهه كما خطط له يسهل اصطياده والعبث به .
نحن أمام قضية ليست سهلة ولاهينه ولايمكن غض الطرف عنها لأنها قضية أسرة ومجتمع ووطن قضية تعصف بمستقبل ابنائنا وبناتنا .
وفي ذلك قال المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
إذا ماهي النهايه ؟
قد توجعكم كلماتي وتؤلمكم عباراتي لكنها الحقيقة المره ستكون النهايه جيل ليس لديه مسؤوليه تجاه دينه أو أخلاقه أوقيمه ،لاغيره ولاحميه على محارمه،جيل استخف بالعقول كما استخف بعقله .
ماطرح سابقا على سبيل الحصر لاالتعميم لكنه يمثل شريحة مهمه غاليه على كل أم وأب يمثل ثمار تربية وسهر الليالي وكفاح السنين يمثل أمانة ومسؤولية في أعناق الأباء والأمهات سيسألون عنها ويحاسبون على تفريطهم بها.
فالنساهم في نشر الوعي وتحذير ابنائنا وبناتنا من أخطار تلك المواقع على الأخلاق والقيم عامه وعلى مجتمعنا خاصه ،أن المجتمع بحاجة إلى عقول نظيفة وأخلاق كريمه ليس بحاجة لنشر التفاهات والتندر عبر الحسابات ومواقع التواصل .
قد جسد الشاعر مشاعر الاباء والأمهات تجاه ابنائهم في هذه القصيده فكان لجمال القصيد سحر فريد في هذه الأبيات التي كتبها الشاعر العراقي /سعد على مهدي بعنوان (إلى أولادي هناك):
شوقي لكم
جمرٌ تمادى في السعير على دمي
صيف الصحارى حين تحلمُ بالشتاءِ القادم ِ
شوق الغريق لشهقة ٍ تبقيه حيّا ً ..
في محيط ٍ ظالم ِ
يا نبضَ قلبي حين أكتبُ ..
يا حصادَ مواسمي
أورثتكم طبعا ً تجلى في جناح فراشة ٍ
يا رقة ً تكسو طباع حمائمي
لا كنتُ إن جرحت حروف قصيدتي
جفنا ً لكم ..
أو أمطرتهُ غمائمي
لكنني أوشكتُ من فرط الوساوس أن أرى
طيفا ً يجسّد تربتي
قبل احتضان براعمي
إني ذبيح الصمت منذ أضعتكم
في آخر الدنيا..
وبتّ بلا فم ِ
بقلم / فاطمة الجباري
التعليقات 26
26 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالرحمن العبدالله
15/08/2017 في 11:58 ص[3] رابط التعليق
فعلا واقع يدمي مهجة المقل،،،،
نسال الله الاعانه والهدايه…وفي الامة الخير الى قيام الساعه.
(0)
(0)
نوره مشرف
15/08/2017 في 11:59 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل ورائع يعطيك العافيه.ام عبدالله
(0)
(0)
سعاد العسيري
15/08/2017 في 12:09 م[3] رابط التعليق
لقد ابدعتي في مقالك ولامست جرح القلب مما يعاني وأدعوا من الله ان تسمع كلماتكم من به صمماً ولا كما يقول الشاعر
لقد اسمعت اذا ناديت حياً. ولكن لا حياة لمن تنادي
وسيري الى الامام والله يوفقك ❤️
(0)
(0)
ام زياد
15/08/2017 في 12:12 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير اخت فاطمه كلام رائع???
(0)
(0)
حصة المقرن
15/08/2017 في 12:24 م[3] رابط التعليق
طرح جميل ورائع يمس ظاهرة للأسف باتت منتشرة هالأيام
أبدعتي ?❤️
(0)
(0)
النوري
15/08/2017 في 12:33 م[3] رابط التعليق
كلام في الصميم الله يصلح لنا انفسنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين
(0)
(0)
Hessa
15/08/2017 في 12:46 م[3] رابط التعليق
??قلم حر في زمن استعباد العقول الى الامام ا فاطمة
(0)
(0)
Hessa
15/08/2017 في 12:50 م[3] رابط التعليق
يداً بيد لنبني جيل واعي مدرك لحقائق الأمور ???
(0)
(0)
ABEER
15/08/2017 في 1:26 م[3] رابط التعليق
قلم مميز أ/ فاطمة الله يعطيك العافيةً
(0)
(0)
نعيمة نصاري
15/08/2017 في 1:26 م[3] رابط التعليق
أثرت الشجون مع كل حرف سطورك تنزف وكلماتك لها وقع يبقى صداها
بورك لك في العلم ونفع الله بك (استمري)
(0)
(0)
نعيمة نصاري
15/08/2017 في 1:28 م[3] رابط التعليق
لك قلم يحرك المشاعر وأحرف تنزف ألماً تجعلنا نتأمل رغماً عنا
استمري وفقك الله
(0)
(0)
ام نوف
15/08/2017 في 1:30 م[3] رابط التعليق
في الصميم وعلى الجرح
سلمت يداك يافطوم
(0)
(0)
عبدالمحسن
15/08/2017 في 1:53 م[3] رابط التعليق
لا تحسبن الحبر يكتب صاغرا
والله إن ما الحروف .. عساكرا
ولربما قرأ الفتى سحرا وما
ظن الذي يلقيه عذباً ساحرا
أجدتي وأفدتي .. لله أنتي ?
(0)
(0)
نوال العمرو
15/08/2017 في 2:02 م[3] رابط التعليق
في الصميم المقال رائع
(0)
(0)
ايمان طيب
15/08/2017 في 3:06 م[3] رابط التعليق
الله أكبر ..اصبت الجرح يافاطمة كلامك يحكي واقع مؤلم مرير الله يحفظ شبابا وبناتنا سلمت يمناك وماخطت …ابداااع
(0)
(0)
توته الحنونه ثالبه جباري
15/08/2017 في 3:09 م[3] رابط التعليق
أاشيَـاءُ تترَاكَـمُ فِي أعمـاقِ القَلبِ
إان فتَحنـا لَهـا مجـالًا للبَوح
سَـ تُمطِرُ من العَينِ قَبلَ أن تُترجـم لكَلِمـاتٍ
الله يسعدك استاذه فاطمه?
(0)
(0)
غلاووي
15/08/2017 في 4:03 م[3] رابط التعليق
فعلا أستاذه فاطمة الوضع خطير أصبح تأثر أبناءنا بهؤلاء التافهين واضح وجلي ويحتاج إلى وقفه جاده مع أنفسنا ومن هم تحت مسؤوليتنا
شكرا أستاذه فاطمه على الطرح الرائع مواضيعك هادفه وتخدم المجتمع فجزاك الله خيرا على الإهتمام
(0)
(0)
ام دانه
15/08/2017 في 4:06 م[3] رابط التعليق
احسنت الاختيار ?
(0)
(0)
عبدالرحمن
15/08/2017 في 7:05 م[3] رابط التعليق
والله العظيم الكثير مما يشهد في الموقع التواصل الاجتماعي ليست من ديننا ولا من اخلاقنا أصبحنا نحن مصدر لكل التفاهات والمصيبه التمادي في هذا شي لكل من هب ودب وجعل منها عنوان لشهرته ذهب العقل وحترام الذات
شكرًا على هذا الموضوع وطرح الجميل
(0)
(0)
نبض الأمل
15/08/2017 في 9:21 م[3] رابط التعليق
مقال أكثر من رائع … يصور الحال الذي وصلنا إليه …. نحن محتاجين إلى تأهيل أمهات وآباء يعرفون كيف يربيون أبنائهم على القيم والمبادئ … وتوعية المجتمع بالأفكار السيئة وكيف يتم تجنبها …. ونحتاج إلى عقوبات صارمة …. و تكاتف الأفراد في عدم نشر المقاطع المسيئة ….
ودامت أناملك تسطر لنا الأجمل …. ونحن في انتظار الكثير مما يسطره قلمك … أستاذة :فاطمة الجباري
(0)
(0)
د.احمد بادويلان
16/08/2017 في 8:15 ص[3] رابط التعليق
تشريح واقعي لحال بعض شبابنا ومعالجة راقية من قلم نعتز به
(0)
(0)
Skarh0
16/08/2017 في 9:16 ص[3] رابط التعليق
صباح الورد فعلا حكيك واقع الكل يسعى وراء الشهره ع حساب امور تافهه الله المستعان شاكرين لك ع طرحك المتميز
(0)
(0)
مريم
16/08/2017 في 12:58 م[3] رابط التعليق
صدقتي اختي فاطمه مااوجعك وانثر حبر قلمك اوجع قلوبنا وانثر دمعنا الحال الان يلاحظ على الصغير والكبير والموجع اكثر تتبع حال مشاهير برامج التواصل حتى اصبح حال الناس لو دخلو جحر ضب لدخلو خلفه نسال الله الثبات لنا ولأبنائنا
(0)
(0)
حنان الكلدي
16/08/2017 في 4:32 م[3] رابط التعليق
للاسف موجعه رغم واقعيتها
الله يهدينا وذرياتنا
ويجعلنا ممن احسن اداء الامانه
سلمتِ وسلمت أناملكِ ياغاليه
(0)
(0)
هند العيد
17/08/2017 في 4:53 م[3] رابط التعليق
رائعه أ. فاطمه ابدعت في وصف حالنا وحال أجيالنا القادمة
لا فض فوك
(0)
(0)
نوره المالكي
22/08/2017 في 12:30 م[3] رابط التعليق
فعلا جيل تغير فيه كل المبادئ وجرى وراء الشهره التي لا تليق بديننا إبراز اشياء لا تليق بالدين ولا تمت له صله مقالك لمس على الجرح شكرا لك استاذه فاطمه
(0)
(0)