النوم هو بساط الريح الذي ينقلك إلى أماكن لم تزرها في الواقع وهو البساط الذي لا يتسع إلا لشخص واحد.
النوم حديث النفس الذي لا يكذب وهو عصارة ما مر بك من أحداث قديمة وجديدة، حين يجُن الليل يخلع ڳل منا قناعه ويضعه بجانب سريره لينام، فالأقنعة التي نلبسها نهارا لنقابل بها البشر ... لا نستطيع النوم بها.
حين يضع كل منا رأسه على وسادته يبدأ حديثك لنفسك، قد تحدث نفسك بهم يثقلك وتخطط لحله، وقد تغمض عينيك على حلم يراودك وفشلت في تحقيقه في الواقع وتتخيل أنك أصبحت تمتلك ما تريد
الحلم الجميل راحة وملاذ ومتنفس للهموم، الحلم هو واحة تلتقي فيها بمن أحببت أو غابوا عن ناظريك بفراق أو موت.
الحلم هو مواعيد سرية تلتقي بها بمن اردت بعيداً عن أعين الغير.
كم تمنينا أن يتم اختراع جهاز يحول أحلامنا إلى واقع ، أو أن يتم عرض أحلامنا على شاشة عرض ترى كم من الأسرار سيتم فضحها إن عرضت أحلامنا أمامنا؟
أليس من الجميل أن يتساوى الفقير وأغنى الأغنياء في النوم الحلم؟
أليس من الجميل أنه لا توجد ضوابط وقوانين على الأحلام؟ فبإمكان الفقير أن يحلم بأنه ملك؟!
الحلم هو صمام الأمان الذي تنطلق منه ابخرة فشلنا وضغوطنا اليومية.
وكم من حلم غير مجرى التاريخ !!مثل حلم مخترع ماكينة الخياطة حيث فشلت كل محاولاته في كيف يربط الإبرة بالماكنة ذاتها ويجعلها تعمل من دون خطر أن تفلت و تقريباً .. فقد المخترع الأمل ولكنه نام يوماً ما فحلم بوحوش يطيرون من حوله يحملون رماحاً وفي نهايتها مقطع حاد مركب بشكل غريب بحيث هناك فراغ في جسم النهاية الحادة ليصبح كرأسين .. قام فزعاً من الحلم.
ثم فكر .. وفكر .. فكان اختراع ماكينة الخياطة باستخدام نفس رأس الرمح الذي أفزعه في الحلم .. لقد حول حلمه إلى اختراع!
كم من حلم تحول الى حقيقة ؟ وكم من حلم غير مجرى حياتنا ؟
احلامنا هي ذواتنا بدون أقنعة فأنظر إلى أحلامك لتكتشف نفسك.
بقلم : هيفاء فقيه