قالت له: مع من تتحدث؟
وقال لها: جوالك من فضلك؟
وقالت : ماتلك النظرة التي ترمق بها تلك الفتاة؟
وقال الأب: مع من كنت؟
وقالت الأم : هاتي جهازك المحمول من حقيبتك!
في ذلك المكان قبور أصحابها أصبحوا عظام وتحللت أجسادهم حتى عادت تراب .
هنالك مقبرة في ذلك المكان وعلى ناصية تلك الشوارع مقابر ماعاد هنالك تمييز بينها كل مايميزها أنها صيغت بحروف القبر ودفنت بسطور التراب ، وهنالك ليس ببعيد عن حروف المقابر صيغت مقبرة لكن أمواتها لم يفقدوا الحياة ومازالوا يتنفسون ولم تصاغ بتراب ورمل ولكن صيغت بحروف الأهواء ولغة الظنون وويلات الشك!
لغة أتعبت البعض وضيعت البعض ودفن البعض في مقابرها وهم مازالوا أحياء.
أنها مقبرة الشك نعم الشك ضيع بيوت وفكك أسر وغير قلوب و حير نفوس ..
في مقبرة الشك دفن الحب ووري الثرى الوفاء وماتت حروف الثقة بين الزوج وزوجته والأب وأبنائه والأم وأبنائها والمسؤول ومن تحت رئاسته .
ضيعوا خيوط الثقة وأصبحوا يتخبطون في ظلام الشك .
وباتوا في مقابر الشك أموات وهم إحياء اماتوا كل جميل بأعمدة صلبة من الشك شيدوها في داخلهم وباسوار منيعة حصينة من الحواجز وضعوها بينهم وبين من كانوا جزء من حياتهم ..
أموات في مقبرة الشك وأحياء بأرواح علاقاتهم كريش ناعم يطير مع أي نسمة هواء عابرة تتطاير في ذلك الأفق بعيدا عن جمال الأرواح الراقية المتعطرة بعبير الثقة .
لاتدخلوا مقابر الشك فتدفنوا وأنتم أحياء وعيشوا بسلام كونوا أنتم منبع الثقة وسادتها وأحكموا العقول قبل العواطف..
كلام قلب وإنسانة قبل ذلك جادلت الدنيا بحرفها وبأحساسها وسوف تظل تترافع في محكمة الأحساس قبل محكمة الحرف.
منى الزايدي
كاتبة سعودية