تقابل أحدهم فتسمع منه مفردة متناهية في اللطف او قد ترى مشهدا ينتفض له قلبك إما سعادة او ينقبض حزنا، تنظر في وجه شخصا ما فتدرك أن خلف قسماته كمية من الخبث واللؤم أو ترى في ملامحه فيض من حنان دون ان تحادثه
انت تستطيع أن تميز بين كل هذا وتقرأ كل المشهد والقسمات والكلمات والملامح وحتى النبرات ..
كل هذا وغيره كتلة مشاعر تختزنها داخلك تنتقي لك احيانا وتحذرك احيانا أخرى ، ويأتي تأثرك بها عطفا على ما تضمره أنت في روحك وتضمه نفسك سواء كنت هينا لينا تتدثر باللطف والذوق أو كنت شرسا نزقا لا تهتم للمشاعر ولا تعنيك شفافية الأرواح وصفاء الأنفس ، انت بهذا تدرك وتحلل جميع انواع العواطف وتسخيرها بل وتطويعها لتوجيه سلوكياتك تبعا لما تراه ، وبالتالي تحقيق الغايات والوصول إلى الأهداف،
العاطفة ليست محصورة في محبة شخص ما ، هي اوسع وأشمل بل هي ذكاء في المقام الأول ذكاء روحي يجمل لك الحياة فتحبها يرسم لك الآمال العريضة و يصبغها بألوان زاهية تجذبك نحوها فتركض لها ، بل حتى تجمل انسان ما بحلة لا يراها غيرك فتنجذب إليه وقد تشعر نحوه الامتعاض او الخوف فتفر هاربا ، الروح الذكية هي من تجعل منك إنسان متطلع لماح ذو همة تتوقف أمام التفاصيل الصغيرة ،
الذكاء الروحي لا يتعارض مطلقا مع الذكاء العاطفي بل هو جزء منه ينسلخ عنه ليقود جزء من الروح للتعامل منفردة و بشفافية مع الجمال ايا كان مصدره والعكس تماما،
الأرواح الذكية تعشق كل جميل من كائنات الى طبيعة إلى كلمة عذبة إلى شخص استثنائي في خلقه ونبله ، وتتجنب جميع اشكال التشوه الخلقي والبصري والبذاءة والقسوة ،
ذكاء الأرواح هبة إلهية تجعل منك انسان سوي يوازن بين عقله وعاطفته ، تعرف ما تملك من مزايا وتؤمن بقيمك فتصنع منها فتيل لا ينطفئ ابدا بكل عفوية ودون تصنع بل قد يكون ذكاء الروح نوع من التحفيز للإنسان يدفع به للأمام فلا يستطيع احد ما ان ينافسه في قدراته وحلاوة روحه إلا شخصا يمتلك اكثر منه
ذكاء الأرواح ان نظرت لجمالها فستبدو لك ارواح طفولية بريئة خالية من العقد وان دققت في اتزانها سيبدو لك العمق والحكمة وحب الحياة بلا تكلف
كم بيننا من روح حين تجالسها لا تمل حديثها ولا تخشى غدرها ولا يصدمك تلونها تلك هي الأرواح الذكية.
أ. جواهر محمد الخثلان