تحلق أفكاري فتذهب إلى القريب البعيد، البعيد القريب، كتائه في الصحراء، يعرف أن مايراه سرابًا ولكنه لايتوقف عن ملاحقة ذاك السراب. وكيف له أن يتوقف، فما زالت نفسه تحدثه إنّا مع العسر يسرا إنّا مع العسر يسرا، ويامخرج يونس بن مَتَّىٰ، أخرجني من الظلمات إلى النور.
وهكذا نحن مع كل تعرجات طرق الحياة، مع خيرها وشرها، عدلها وظلمها، ممتنون خاضعون لطبيعةٍ لانعرف لها ميثاقاً ولا وفاء. كبعض أنواعٍ من بشر تظن أنك ذاك التائه في الصحراء وهم الواحةُ الخضراء. تظن أنك ستنزل لذاك المكان القريب البعيد لتروي ضمئك وتحِطُ رحالك فيه، ولكنك تجد نفسك غارقًا في ذرات رمالها..إنها حيلةُ الصحراء. أنت تعلم أنها طبيعتها ومع ذلك لم تتوقف..
هي فطرة السليمُ فينا، من لايحمل مثقال ذرةٍ من ضغينة، لم يكذب ولم يغدر ليقنع من حولهُ بسلامةِ قلبة، لم يتلون -كالحرباء -مع أنني من معجباتها ولا أعلم لما هي مثالٌ للنِفاق والخداع، فهي تتكيف مع ظروف المكان والزمان في السلم والحرب في الشدة والرخاء.
فهل تعلم ياعزيزي أن من صفاتها قدرتها على الإستدارة بعينها بدلاً من راسها..!
تملك الحرباء رؤية تصل الى ١٨٠ درجة افقياً بحيث تتمكن من النظر بزاوية ٩٠ درجة،أي أنها تستطيع النظر للأعلى وللأسفل.
لذلك ستجد الرزانة والثبات لتحديد الهدف ضمن قائمة جدولها فهي لاترتبك عند أقل اهتزاز ولاتنظر إلى الوراء أو تكثر من الإلتفات ..
فطوبى لمن استطاع أن يهزم الصحراء ويتلون كالحِرْباء.
كتبه/ حصة بنت يحيى الزهراني
ماجستير وظيفي في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي
التعليقات 19
19 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نوره
03/06/2024 في 3:08 م[3] رابط التعليق
مقال رائع كروعه كاتبته. مستقبل في المتابه مشرق ننتظر ابداعك بكل لهفه
(0)
(0)
ريف
03/06/2024 في 3:33 م[3] رابط التعليق
مبدعة دائم
(0)
(0)
خديجة الغبيني
03/06/2024 في 3:42 م[3] رابط التعليق
مبدعة دائما كما عهدناك ،،
(0)
(0)
د.صالح
03/06/2024 في 3:42 م[3] رابط التعليق
🌷مقال جميل و هادف يلامس بعض السلوكيات المشينه وان كان من الصعوبه التعميم والتشائم ولن حقيقه ان البعض يشتكي ويرى ان الحياه لم تعد كما كانت فالأوفياء رحلوا والحاسدين كثروا ..
فهاذا الأحيمر السعدي حيث يقول
🌷عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى
وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ ..!!!
لا أدري لماذا بعض الناس قناعته بأن ” الإبتعاد عن البشر راحة ” . !!
فيا سيدتي كاتب المقال لا تيأسي إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة.. فسوف تخرجي منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة. ومهما تسقط الاوراق في الخريف الا انها تعود وتزهر مره اخرى والله مع الصابرين.
(0)
(0)
نجود الزهراني
03/06/2024 في 3:45 م[3] رابط التعليق
مبدعه كالعاده 🤍🤍🤍👏🏻👏🏻👏🏻
(0)
(0)
ممدوح
03/06/2024 في 3:55 م[3] رابط التعليق
الحرباء تتلون وتكيف مع ضروف البيئة حتى تعيش بسلام لكن البشر بعيده كل البعد نوايا الحرباء السلمية والمشكلة في قلوب البشر
(0)
(0)
جواهرالحربي
03/06/2024 في 4:21 م[3] رابط التعليق
رائعه بروعتك
بارك الله فيك
(0)
(0)
الجازي العقيل
03/06/2024 في 4:29 م[3] رابط التعليق
المبدعة و المتألقه حصة الزهراني المقال وصف كامل للحرباء مع اني ضد التلون لكن يضل في الحرباء صفات اخري مذهلة استطعت يا مبدعة اختصارها في سطور
(0)
(0)
هيفاء
03/06/2024 في 5:18 م[3] رابط التعليق
مع الكلمات الجميله لديك القدره على إدخال التشبيهات وادخال المعلومات بطريقه رائعة مثلك.
(0)
(0)
نجلاء الغانم
03/06/2024 في 6:25 م[3] رابط التعليق
سلمت اناملك ..اسلوب رائع ومعاني عميقه ..
بالتوفيق ..ننتظر ابداعاتك القادمه
(0)
(0)
عاشق المقالات
03/06/2024 في 5:30 م[3] رابط التعليق
من أجمل ماقرأت ..
إبداع يتجاوز الوصف
وكما يقال القلم سفير العقل
أثبتي أنه لاحدود لقدراتك
ونتلهف للمزيد من الإبداع
(0)
(1)
امجاد يحيى
03/06/2024 في 6:54 م[3] رابط التعليق
فخورة بكل ماتقدمين وتطرحين من مواضيع سأكون دائماً الداعم الاول لك 🤍
(0)
(0)
د.صالح الحريري
03/06/2024 في 6:58 م[3] رابط التعليق
🌷مقال جميل و هادف يلامس بعض السلوكيات المشينه وان كان من الصعوبه التعميم والتشائم ولن حقيقه ان البعض يشتكي ويرى ان الحياه لم تعد كما كانت فالأوفياء رحلوا والحاسدين كثروا ..
فهاذا الأحيمر السعدي حيث يقول
🌷عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى
وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ ..!!!
لا أدري لماذا بعض الناس قناعته بأن ” الإبتعاد عن البشر راحة ” . !!
فيا سيدتي كاتب المقال لا تيأسي إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة.. فسوف تخرجي منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة. ومهما تسقط الاوراق في الخريف الا انها تعود وتزهر مره اخرى والله مع الصابرين.
(0)
(0)
جميلة العتيبي
03/06/2024 في 7:42 م[3] رابط التعليق
مقال اكثر من رائع ، لامس حقيقة اكثر من بشر نعيش من حولهم ولا نستطيع التكيف معاهم ،التي فاقت قدرتهم الحرباء التي وقع التشبيه عليها وهي تتلون لكي تعيش ، ولكن ما نخشاه هو تلون البشر الذي جعل من الأوفياء شي نادر في هذا الزمن .
(0)
(0)
Faisal Aljubaili
03/06/2024 في 8:01 م[3] رابط التعليق
مبدعه كعادتك
كل التوفيق لكِ
(0)
(0)
صيتة السبيعي
03/06/2024 في 9:06 م[3] رابط التعليق
مبدعه دايما 🤍🤍
ومقال رائع جداً يا استاذه حصه 🤍🤍
(0)
(0)
نوره الزهراني
03/06/2024 في 11:31 م[3] رابط التعليق
دائما مبدعه كما تعودنا عليك👍🏼👍🏼👍🏼🫡
جميل جدا ورائع
(0)
(0)
فاطمة ام عبدالله
04/06/2024 في 10:05 م[3] رابط التعليق
مقال رائع كروعة كاتبته ؛يستحق القراءه والاشاده به ، نفع الله بك الاسلام والمسلمين ياحصه.
(0)
(0)
هويا ابوثنين
06/06/2024 في 9:00 م[3] رابط التعليق
مقال جميل ووصف اجمل ابدعتي وجملتي المعاني وراقيه في وصفك ……
ورائعه بكلاماتك العظيمه يا كاتبت المستقبل .
(0)
(0)