تعلو في وجوهِهم الغبرة وترهقها القترة، الشيطان جليس لهم يسقيهم كأس المكر والمكائد، لايعرفون للخير طريقاً أو مبدأ، يزرعون بذور الفتنة أينما حلّوا وارتحلوا.
في زوايا مظلمة من النفس البشرية، قد نجد بعض الأفراد الذين يشعرون بالقوة والنشوة عند رؤية الألم أو الحزن في عيون الآخرين.
يتغذون على الأذى، بل ويعتبرونه وسيلة لإشعال نار وجودهم، فتشرق وجوهَهم بسواد فعلهم كما لو أنهم يقتاتون على معاناة الآخرين.
هذه الشخصيات ليست دائمًا واضحة المعالم، فهي لا تأتي دائمًا في شكل المعتدي الصريح أو الظالم الذي يُعرف على الفور.
يمكن أن يكون هؤلاء الأفراد في حياتنا اليومية، يرتدون قناع الإبتسامة أو العطف المزيف، بينما يتغذون سراً على الفوضى التي يخلقونها أو الجراح التي يفتحونها.
هؤلاء الأفراد يظهرون في مواقف عدة، فتجدهم يغوصون في النزاعات العائلية، يؤججون الخلافات بين الأصدقاء، أو يخلقون بيئة سامة في أماكن العمل، تحل الفوضى والتفرقة بوجودهم.
إنهم يستمتعون برؤية الآخرين يتألمون، وغالبًا ما يستخدمون الخداع أو التلاعب ليضمنوا استمرار دوامة الأذى.
على عكس الجلاد الذي قد يستمد قوته من السيطرة الجسدية، فهو العدو الواضح الصريح.
أما فئة الشر المدسوس المهووس بِأذيةِ كل من تسنى له اذيته لا يحتاجون إلى سلاح ولا معركة فعلية؛ كل ما يحتاجونه هو الكلمة الخبيثة أو الإشارة المستترة التي تترك أثرًا سامًا يدوم طويلاً.
السؤال الذي اتعبني كثيراً لماذا ..!
ما الذي يدفع شخصًا ما إلى هذا السلوك..!
قد تكون الأسباب متنوعة، فالبعض قد يكون دافعهم شعور بالنقص أو الضعف الداخلي، فيحاولون إخفاءه عن طريق تقليل قيمة الآخرين. والبعض الآخر قد يكون عانى في طفولته أو نشأ في بيئة قاسية، فتبنى هذا السلوك كرد فعل تجاه العالم.
ولكن، لا يمكن دائمًا إيجاد مبرر لهذا النوع من الشر.
ففي نهاية المطاف، هناك من يختار الطريق المظلم فقط لأنه يجده ممتعًا.
وكما قال: عنترة بن شداد
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
بقلم/ حصــــة الزهراني
ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم
التعليقات 3
3 pings
مشاعل العتيبي
17/09/2024 في 1:05 م[3] رابط التعليق
مقال رائع جدا فعلا نرى الكثير من الشخصيات التي تنشر الشر
وتعيش على تعاست غيره..
(0)
(0)
نوره السبيعي
17/09/2024 في 7:49 م[3] رابط التعليق
مقال رائع لفئه معينه من البشر وللاسف موجوده نسال الله السلامه وان يطهر المجتمع من تلك الفئه السامه
سلمت اناملك 💕
(0)
(0)
نجلاء ..
18/09/2024 في 3:07 م[3] رابط التعليق
لاعدمنا جمال ابداعك ..
(0)
(0)