الكريمُ شكورٌ أو مشكورٌ، واللئيمُ كفورٌ أو مكفورٌ..
صِفةٌ قَبيِحَة مهما تَجمل صَاحبها
وتأنق، من الصِّفاتِ المذمومةِ التي إذا الْتصقتْ بأيِّ شخصٍ كانت دليلاً دامغًا على لُؤْمِ وخِسَّة نفسه ومرضِ قلبه، فالمعروفُ لديهِ ضائعٌ، والشُّكرُ عندَه مهجورٌ، وغالبًا ما يتناسَى ويُحقِّر من كلِّ جميلٍ أو معروفٍ يُقَدَّم إليه حتى لا يشعُرَ صاحبُ هذا المعروفِ بأنه ذو فضلٍ وكرمٍ ونُبلٍ..!
نكران َالجميل هو أنْ لايعترفَ الإنسانُ بلسانِه بما يقرُّ به قلبُه، من المعروفِ والصَّنائعِ الجميلةِ التي أُسديَتْ إليه..
هي من الصِّفاتِ المذمومةِ التي إذا الْتصقتْ بأيِّ شخصٍ كانت دليلاً دامغًا على لُؤْمِ وخِسَّة نفسه ومرضِ قلبه فالمعروفُ عند ناكر الجميل ضائعٌ، والشُّكرُ عندَه مهجورٌ، وغالبًا ما يتناسَى ويُحقِّر من كلِّ جميلٍ أو معروفٍ يُقَدَّم إليه حتى لا يشعُرَ صاحبُ هذا المعروفِ بأنه ذو فضلٍ وكرمٍ ونُبلٍ!..
نكران الجميل من أسوأ الصفات التي قد يتصف بها الإنسان.
ويُعتبر الجحود وإغفال الفضل من أعْمق الجُروح التي يُمكن أنْ تتركها العلاقات الإنسانية، حيث يتطلب التعامل مع نُكران الجميل قُدرة على ضبط النفس وحكمة كبيرة.
نكران الجميل هو التجاهل أو التغافل عن المعروف والإحسان الذي يقدمه الآخرون لنا، هو أن ينْسى الشخص فضل منْ أحسن إليه أو قدم له يد العون في وقت الحاجة، يعد نكران الجميل سلوكاً سلبياً يحمل في طياته الأنانية والجحود، حيث يتجاهل الإنسان قِيمة العطاء الذي حصل عليه، ويتعامل معه وكأنه أمر مسلم به أو غير مهم.
تتعدد أسباب نكران الجميل، ومن أبرزها الأنانية وحب الذات، إذ ينظر البعض إلى ما يتلقونه منْ مساعدة وكأنه حق مُكتسب لا يستحق الشكر أو التقدير،كذلك قد يكون النكران نتيجة شعور بالنقص أو الحسد تِجاه من قدم العون، حيث يصعب على البعض تقبل فكرة أنهم كانوا بحاجةٍ إلى الآخرين في لحظة ما.
من الأسباب الأخرى قلة الوعي أو التربية، فبعض الأشخاص ينشأون في بيئة لا تعزز قيمة الشكر والإعتِراف بالجميل، مما يجعلهم يعاملون المعروف كأمرٍ عابر ولا يدركون أهمية رد الجميل أو التعبير عن الإمتنان، بل قد ينتهزون الأزمات لرد المعروض بالهمز والمز الصريح، وكأن صانع المعروف هو من آذه..!
لا يؤثر هذا الفعل على الشخص الذي قدم المساعدة، بل يضر أيضاً بالعلاقات الاجتماعية بشكل عام. فالإنسان الذي يواجه النكران يشعر بالإحباط والخذلان، وقد يفقد ثقته في الآخرين، هذا الشعور قد يجعله أقل استعداداً لتقديم المساعدة في المستقبل، مما يقلل من روح التعاون والتكاتف سواء كان النكران ضمن العائلة أو على نطاق أكبر.
وقد يؤدي هذا إلى خلق بيئة من العداء والتنافر بين الأفراد سواء كانو أخوة أو زملاء ، أصدقاء أو معارف.
على الشخص الذي يواجه نكران الجميل أن يتذكر أن الإحسان والمعروف يجب أن يكونا نابعين من القلب، دون انتظار مقابل أو اعتراف، هذه الفلسفة تساعدهُ على تقليل الشعور بالمَرارة تجاه من يُنكر الفضل، لأن العطاء في حد ذاته يجب أن يكون غايته سامية.
من جهة أخرى، يمكن التعبير عن الشعور بالخذلان ولكن للشخص الذي قد يدرك خطأة فقط، لأننا يجب أن نتقبل أن بعض الناس قد لا يتغيرون، وأن نكران الجميل جزء من طبيعتهم.
من المهم أن نزرع في أنفسنا وفي أبنائنا ثقافة الإمتنان والشكر، لأنها أسَاس العلاقات الإنسانية السليمة. وفي المقابل، يجب أن نتعلم كيف نعطي من دون انتظار مقابل، لأن العطاء في جوهره هو فعل نبيل يعبر عن إنسانيتنا، ولا ننتظِر التقدير.
يقول الشاعر:
وكم أطْعَمْتةُ لحْمَ الخِرَافِ
فلما صارَ ذا كِرش ٍ جفَاني
ويقول:
تعددتْ الأقْوالُ والمعنى واحِدٌ
نُكْرانُ الجَمِيلِ منْ شِيمِ اللئامِ
بقلم/ حصــــة الزهراني
ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
حصة الزيادي
14/10/2024 في 10:04 م[3] رابط التعليق
سلمت الانامل فعلا موضوع نحتاجه جدا هذه الايام فعلا نحتاج تربية الابناء ع ثقافة الشكر والامتنان 🤍
(0)
(0)
مشاعل العتيبي
14/10/2024 في 10:12 م[3] رابط التعليق
وانا اشكرك على الكلام الجميل والمعاني الصادقه
والمعبره عن مافي صدورنا 🤍🤍
(0)
(0)
نجود الروقي
14/10/2024 في 10:39 م[3] رابط التعليق
كلام في قمة الروعة ،، يحمل في طياته تهذيب النفس والتربيه السليمه ((في اطار الثقة بالنفس والوعي ،، 🤍))
(0)
(0)
جميله العتبي
15/10/2024 في 8:15 ص[3] رابط التعليق
لاتندم علي نيه صادقه منحتها ذات يوم لاحد لم يقدها أبشع من الكذب نكران الجميل بعد من صفات الحقير ا والكلام جميل وسلمت الأنامل
(0)
(0)
عايشة محمد القحطاني
15/10/2024 في 9:07 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع وجميل التربية الصحيحة التي يحتاجها مثير من الاشخاص بهذا الزمن ليكون مجتمع يعم فيه الخير والهدوء وتكون العلاقات سليمة تخلوا من الحقد والجحود
(0)
(0)
جميلة العتيبي
15/10/2024 في 5:51 م[3] رابط التعليق
لا تندم على معروف قدمته بنية صادقة لمن لا يستحق لان النكران أبشع من الكذب .
مقال جميل ك جمال صاحبته يحاكي ما نعيشه في هذا الزمن الذي قل فيه الشاكرين وكثر فيه الناكرين ، استمري في هذا الإبداع والمواضيع التي تحاكي واقعنا.🌹🤍
(0)
(0)
هناء ال عجلان
15/10/2024 في 6:23 م[3] رابط التعليق
مبدعه حصه كعادتك سلمت أناملك وماخطه قلمك
(0)
(0)
Yasser
15/10/2024 في 9:27 م[3] رابط التعليق
مقال رائع، وسرد مميز، وموضوع غاية في الأهمية. الشكر والامتنان هو جوهر العلاقات الطيبة بكافة مستوياتها وأعلى هذه المستويات الشكر والامتنان لخالقنا جل جلاله.
(0)
(0)