دخلت الوزارات السعودية في سباق زمني منذ إعلان خطة التحول الوطني 2020 واستراتيجية الرؤيا 2030 وأصبح السباق في ذروته يقدم مؤشرات واضحة للعيان في بعض الوزارات التي استوعبت التحول والرؤيا.
بعض الوزارات شقت طريقها بقوة نحو تحقيق الأهداف الرئيسة لخطة التحول الوطني 2020 وأصبح الحراك فيها يتبلور فكرا وتنظيما ، بينما هناك وزارات لا تزال في المربع الأول مثل وزارة الشئون البلدية والقروية التي تعاني من الترهل، والغياب الجماعي للموظفين، وتأخر رواتب الفنيين لعدة أشهر، وأكوام المعاملات بسبب المركزية المقيتة حيث لا يستطيع أي أمين في أي منطقة استخدام صلاحياته ولا يستطيع البت في أي موضوع دون الرجوع للوزارة التي تعيش فترة سبات عميق ووصل الأمر إلى الغياب الجماعي كاحتجاج صامت على سوء الأوضاع.
وزارة الشئون البلدية والقروية كبلت الأمناء وعمقت المركزية والبيروقراطية وأصبح الجميع يدفع الثمن فمن يصدق أن قرار تخصيص ممضي من الوزير يستمر عدة سنوات دون البت فيه؟ ومن يصدق إن المعاملة تحتاج لثلاثة أشهر لكي يتم الرد عليها من الوزارة؟ ومن يصدق أن موظفي الشركات التابعة للوزارة لهم عدة أشهر بدون رواتب؟ ومن يصدق أن الممرات والطاولات متناثرة عليها معاملات وحقوق الناس بدون حسيب وبدون رقيب ؟ ومن يصدق أن خطاب واحد موجه من المسئول للنسخ مضى عليه أشهر دون أن يقوم الناسخ بنسخ الخطاب؟ ومن يصدق أن وزارة خدمية مثل هذه الوزارة تتأخر المعاملات فيها بالأشهر وليست أسابيع ولا يوجد متابعة ولا مسائلة والدار ترعا؟
وزارة الشئون البلدية والقروية يجب أن تنفض الغبار عن مكاتبها، ويجب أن يتحرر الوكلاء من عقدة تلميع الأمور وتزيينها في عين الوزير، ويجب التخلص من البيروقراطية والمركزية القاتلة بمنح الأمناء في كل منطقة مساحة كافية من الصلاحيات لأنهم يعرفون اللوائح والأنظمة ولا يمكن يتجاوزونها وبالتالي تخفيف زحمة المعاملات القادمة من المناطقة وإنجازها في زمن قياسي ، ويجب على الوزارة عدم قبول أي معاملة مالم يتم أرسال صور منها عبر البريد الإلكتروني ومن ثم مراجعتها من المختص بالوزارة وتعديل ما يجب تعديله بحيث يتم الرفع النهائي بعد استيفاء إجراءاتها، والأهم أن تخطو الوزارة خطوة واحدة نحو التحول الوطني بالتخلص من الموظفين التقليديين الغير قادرين على مواكبة المرحلة وهذا الموضوع سيكون له طرح مستقبلي بالأدلة والبراهين.
السباق الزمني بين الوزارات والهيئات مفتوح وستعلن النتائج النهائية منتصف 2020 فأما تحول جذري يساعد الوطن على تحقيق الأهداف الكبرى، أو تعثر لا سمح الله يحول بعضها للتقبيل.
سباق الوزارات
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6359583.htm