الأولى ، الثانية ، الرابعة ، السابعة ، العاشرة هي عدد الأوراق التي مزّقتها وأرسلتها إلى مثواها الأخير - سلة المهملات - نعم يا صاحبي ، احسب نفسي بأنني أكثر شخص فشل في التخطيط ، كثير هم الذين نصحوني بأن أمسك ورقة وقلماً وأبدأ بالتخطيط ليوم واحد فقط ، فعلتُ هذا فقد أمسكتُ بتلك الورقة وذلك القلم وخططتُ ، ثم وضعت الورقة على مكتبي لأعمل بما كتبت .. فجأة ، الْيَوْم انتهى ولَم أنفّذ ما كتبت ، فما كان مصير الورقة إلى سلة المهملات ، واشتكت أقلامي بسبب القحط الذي أصابها بسبب كثرة كتابتي " وشخابيطي " من غير أي فائدة تذكر .
في يوم من الأيام ، بينما كنتُ هائماً في إحدى المكتبات ، لفت نظري دفتر صغير الحجم ، قاد قاربي إلى الشاطئ الهادئ ، أخذتهُ واطلعتُ عليه وإذ به يعرض خدماته عليّ لكي يساعدني على التخطيط لمدة شهر واحد ، وهنا بدأ الحوار وكأنه معركة .. فعقلي يقول أنه سيُفيدني هذا الدفتر كثيراً لأنجز ، ومشاعري تردُّ بقوة : لا ، إنه سيهدر الوقت ولن تستفيد منه أبداً ، فلتكن مرتاحاً ، لماذا التخطيط والتعب ؟ كل هذا الحوار في كف وصوت صراخ محفظتي في كفّة أخرى : هل تريد أن تسحب مني المال !؟
ما عساني أفعل يا صاحبي ؟ حزمتُ أمري عندما اتّسع خيالي لرسم مستقبل مشرق ، يدلني ويرشدني على طريق أهدافي وطموحي .. قمتُ باقتناء هذا الدفتر والذي كلفني " عشرة ريالات " بدأتُ بالتخطيط كل يوم بيومه ، حتى انتهى الشهر وانتهى معه ذلك الدفتر ، الذي من المفترض عليه مساعدتي ، أخذتُ عيناي لأتصفح بشكل سريع ذلك الدفتر ، وإذ بأيام لم أخطط لها وأيام لم أنجز كل المهام ! يا سلام ، وكأن هذا الشيء الذي كاد ينقصني !
خلال أيام معدودة ، كان لدي اجتماع - صغير - يديره شخص ذو خبرة وكفاءة ومهارة ويكون مدير أحد المراكز الشبابية ، ومن خلال كلامه قام بتوجيه مهمة بأن نقوم بالتخطيط لأي شيء كان ، وحال لساني يقول " وضعت يدك على الجرح " نظرتُ بالرجل وقصّيتُ عليه ما حدث لي في الدفتر وأنني أنجزتُ ما يقارب ٦٠٪ الى ٧٠٪ من المخطط ، فكان جوابه صادماً لي حيثُ قال : رائع ، هذه الدرجة المطلوبة !
المطلوبة !؟ كيف يا حبيبنا ؟
فأجاب : أنا اعتبر ٦٠٪ الى ٧٠٪ هو معدل الإنجاز المطلوب - تقريباً - في التخطيط ، وهو يدل على أن المخطط الذي وضعته كان يحتوي على التحدي لذلك فإنه سيكون صعباً وهذا جيد بوجهة نظري .
عندها أيقنتُ بأن فشلي في التخطيط طيلة السنوات كان بسبب عدم فهمي للتخطيط الصحيح ، وكنت أعتقد بأن على الشخص الذي يريد التخطيط ان ينفذه ١٠٠٪ ونسيت بأن الأمر في سعة ، وتعلمتُ بأنني إذا كنت مخططاً لتنفيذ أمر معين ونفذتُ أمراً آخر لكنه ساقني إلى نفس الفائدة بأنه أمر جميل وممتع .
وسنطبق - بإذن الله - سوياً استراتيجيات جميلة وأنيقة في التخطيط ، في المقال القادم.
صرير قلم : وهل التعلم يعيب الكبير ويقلل من هيبته ؟
التعليقات 2
2 pings
Dr.yumna
27/01/2018 في 7:33 م[3] رابط التعليق
التخطيط امر جميل ومفيد جدا فكل شيء يحتاج الى دراسه وتخطيط …
الطفل عندما يتعلم الكتابه يقوم مدرسه برسم نقاط صغيره ويقوم الطفل بالإعادة عليها .. وهذا مايشبه التخطيط فحتى نتقن شيء معين لابد لتلك النقاط الصغيرة ان نرسمها ونخطط لها .. سلمت كاتبنا والى الامام
(0)
(0)
يسرى
27/01/2018 في 8:59 م[3] رابط التعليق
أبدعت غاية في الروعه زادك الله علماً
(0)
(0)