تسافر أسبوعين، ثلاثة، شهر، شهرين، تبحث عن السعادة تتوقع أن تعود خاليا من الهم! بل تتجاهل أنك ستعود لما كنت عليه قبل السفر .
ولكن سعادة السفر مؤقته حتى وإن طال .
ثم قد تعتقد أن ما تبحث عنه من سعادة في جمع المال، والمال بلا شك هو عصب الحياة ولكن أيضا قد يكون سبب تعاسة! إذ هناك من تزيد أمواله ويزداد قلقه، وخوفه من نقصانه، ويستمر يبحث عن المزيد وينسى بناء أشياء كثيرة منها نفسه وآخرته، وقد يكون ماله طريقه إلى الهاوية فيقع في التعالي على الأدنى، أو يورده المهالك حين يصرفه على ملذات محرمه
إذن أين طريق السعادة لنسلكه؟
السعادة شعور ليس عابرًا كما يعتقد البعض، بل هو شعور دائم، ورضا، وقناعة تجدها في العطاء بكافة أنواعه..
العطاء كالنهر المتدفق لا ينضب أبدا لمن اعتاده، بل هو كنز نفيس تأخذ منه فيزداد ولا ينقص، لذلك من وهبه الله حب العطاء ومعايشته يجده في مشاركة الآخرين، وتلمس احتياجتهم، حتى بالابتسام في وجوههم، أو الربت على أكتافهم، أو تحمل نزقهم وتهورهم في لحظات ضعفهم..
العطاء ليس بالضرورة عطاء مادي، بل هو أشمل وأجمل وأوسع من ذلك بكثير..
العطاء الجميل أن تشارك أحدهم أو بعضهم فرحك، وتقتسم معهم سعادتك، أن تدافع عن عرض أخيك،
أن تكون قويا في الحق، أن تشاركهم إنجازك، العطاء حتى بعونك لإخوانك أعطِ مخلوقًا تُعطى من الخالق، وثق أنك تعطي الجميل فيعطيك الله الأجمل، ويمنحك الأجزل، ويعوضك بالأكثر والأفضل، قد يكون العوض راحة نفسية، استقرار، دفع مكروه، لتأتي السعادة بعدها..
السعادة يامن تبحث عنها تجدها في العطاء بلا حدود، والذي لا يُختزل في ماديات، أو لأشخاص مقربون..
فأجمل العطاء ماكان لمحيطك لأحبتك، وحتى للغريب فهو أحوج ما يكون لمن يدخل السرور على قلبه، ويشعره بالأمان..
وأيضا لا تنسى نفسك من العطاء امنحها ما تستحقه من راحة وسكينة وفرح..
السعادة يامن تبحث عنها تجدها في العطاء بلا حدود وبلا توقف …
لا تلتفت لمن يدس السمّ الزعاف في نصائح هوجاء، فعيب عليك ابتسامتك لشخص جهل عليك، أو أخطأ في حقك يوما ما، أو يؤاخذك حين تمدّ حبل الوصل لمن قطعك، أو ينتقدك في تدفقك وعطاؤك! كمن لا يخشى فقر مشاعره قبل ماله ، لا تتوقف ابدا عن العطاء حينها ستأتي قلبك السعادة مذعنة.
كتبه/ جواهر الخثلان