أتأمل العابرين في الطرقات بيدي كوب قهوة Black Coffee مع ٤ حبات ثلج فقط، متلازمة المكان المفضل اللي تجلس تنشب له فترة من الزمن, أجلس في الأروقة بجانب مكان عملي في الساعة 3:44 مساءً
راودني سؤال
لماذا لم يخلقنا الله سعداء وأغنياء لا نشكو هماً ولا وصباً؟
الان أذان العصر، أنظر للمصلين في الخارج حيث أن عملي يبعد عن الحرم المكي ٢٠٠ متر، يقطن المعتمرين في هذه الأنحاء، دائماً ما ألاحظ في معظم الزائرين اللهفة الممزوجة بالفرح والحزن معاً.
إنتهت الصلاة، هناك في أول الصف رجل كبير في السن رفع يده يدعي ويبكي برجاء مرير وقفت بحزن أدعو معه له، يا ترى ما الهم الذي ينغص يومه الان؟ هل يعاني من ضائقة مادية ؟ هل هناك أحد من عائلته مريض؟ هل مات أو فقد أحد؟ مسح الرجل دموعه وقد تغلغت في الشيب الذي يعلو وجهه، نفض سجادته وقام، بدا لي واثقاً من إجابة دعاءه، تأملت جداً لذلك.
"بدا لي أنني إنسانه خاليه من الهموم تماما" .
يحدث مثل هذا الإرتباط العاطفي الرحيم بين عباد الله، وهم عباد ضعفاء كيف هي رحمة أرحم الراحمين اللطيف الخبير بشؤون عباده آجمعين.
الساعه 4:55 بقي على إنتهاء الدوام الرسمي 5 دقائق وهي الان تعد أطول من الساعه وثقت الخروج بالبصمة قالت لي شكراً قلت أنا عفواً، قلتها بكل حب لإنها اللحظه المفضلة صدقاً.
شاهد فتاة تهرول بسرعة قصوى إلى السيارة، أفكر في وجبات عديدة في مخيلتي ولم أستطع إتخاذ قرار فعلي بعد.
تذكرت هذا التساؤل:
هل يصبح الإنسان خطيراً عندما يجوع؟
أطرق باب المنزل ومعي المفتاح أصلاً أحبّ أن تنتبه القطط وأن تستقبلني بحفاوة مبالغ فيها كالعادة.
End of the day,
وقد كان ألذ "معصوب" كما لم أذق مثله أبداً، الحمدلله الذي أطعمنا وكفآنا وآوانا.
الحمدلله حمداً طيباً مباركا فيه، الحمدلله دائماً، الحمدلله كثيراً.
في هذه الحياة الدنيا ومع مرور الوقت وتعاقب التجارب يزداد اليقين والتسليم التام لأمر الله، لأن الحقيقية المطلقة أن الله أوجدنا فقط للعبودية الخالصة له وحده، تدرك مع معية الله أن الله هو القوي القادر وهو نعم الوكيل والمدبر، تهون الدنيا، نصبر ونؤجر، ثم أن لنا مكاناً في الجنة ولكننا تُهنا لماذا ؟
بقلم الكاتبة: مريم الحضريتي
بكالوريوس في الصحافة والإعلام