[JUSTIFY][SIZE=4][B]
[COLOR=#FF0800][SIZE=6][CENTER]مقاطعة التليفزيون[/CENTER][/SIZE][/COLOR]
لغة المقاطعة غير مفهومة في العالم العربي ولا قيمة لها، ومع هذا أطالب بمقاطعة التليفزيون ليلة واحدة أسبوعياً، ليس احتجاجاً على التسطيح الفضائي، وإنما لحاجة كل أسرة للعودة إلى الهدوء ومناقشة الأوضاع الداخلية بروية.
وسائل الإعلام الجديدة عزلت أفراد كل أسرة في زوايا التقنية المتعبة نفسياً والمنهكة مالياً، ووضعت كل فرد من أفراد كل أسرة في عالم منفصل نهائياً ووصل الأمر إلى عدم التفاف الأسرة الواحدة حول وجبة واحدة، وعدم توفر الوقت بينهم للمحادثة أو معرفة ما وراء أكمة الحياة اليومية.
تستطيع كل أسرة الدخول في عالم التجربة بمقاطعة التليفزيون ليلة واحدة فقط والتخلص من الجوالات والنت وكل التقنيات الحديثة، من المؤكد ستكون ليلة تعارف جديدة وسيستمع كل طرف للآخر، وخاصة الزوجين، وسيكون الحوار هادئاً مفعماً بروح الدعابة والمودة، ولا بأس إن تطورت الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه، المهم خوض التجربة والوقوف على نتائجها ومن ثم رسم استراتيجية مستقبلية.
البعض سيخرج بمكتسبات عديدة في حالة تجربة مقاطعة «التليفزيون» والبعض «سيلعن أبو الفكرة» وسيعود لضجيج التليفزيون ووسائل التقنية الحديثة؛ لأن النقاش العائلي الهادئ ارتفعت وتيرته حتى استمع الجيران لتفاصيل التفصيل في مواضيع تافهة للغاية.
هل نجيد فن الإصغاء وفن التحاور؟ أم أن التليفزيون بكل عيوبه أنقذ حياتنا اليومية من التشنج والانفلات والانفعال.. أين نقف؟ وإلى أين نتجه؟.. قبل الإجابة سكِّروا التليفزيون.
[SIZE=5][LEFT]صالح الحمادي[/LEFT][/SIZE]
[/B][/SIZE][/JUSTIFY]