من المظاهر التي تحتاج إلى بذل كل المجهودات الممكنة من كل الجهات ذات العلاقة سواء الجهات الرسمية وأهل الحل والعقد من ولاة أمورنا ومشايخنا وعلمائنا وعلماء الإجتماع بوطننا الغالي لحلها ومحاربتها هي مظاهر التبذير والبذخ والترف المبالغ فيها من جُهال هذا الزمان ممن لا يراعون حق النعمة في حفظها وشكر الله عليها، أن تصرفاتهم المقيتة أفقدت الكرم أسمى معانيه وفرغته من ماهيته.
إن الصور التي نراها بشكل شبه يومي من القاء نعمة الله من أطنان الأرز وأكوام اللحوم بالقمامة وكذلك ما نسمعه من ألوان الكفر بالنعمة فهذا يغسل أيدي ضيوفه بدهن العود وذاك يسكب السمن على المفطحات ومن يقوم بتبهير الدلة بالنقود ومن ينثر الهيل بمجلس الضيوف ومن يحلف أيمان الله ألا يجلس على كل ذبيحة إلا ضيف واحد وذاك الذي قام بمشهد تمثيلي سخيف يظهر أنه يغسل أيادي ضيوفه بدماء ولده، من أين أتى هؤلاء السفهاء؟!
إن مثل تلك المظاهر شيء يدعو إلى القلق، القلق على حاضرنا ومستقبلنا، فلهذه الظواهر تأثيرها الكبير على أمتنا، ولا أحبذ أن نستهين بمثل تلك الحوادث ونجعل منها مادة للتندر والأحاديث فقط لأن مثل تلك الظواهر تدمر أمماً بأكملها، نعم نقولها ونحن موقنين بما نقول، إن لم يجد الله منا شكراً لنعمته وحمداً له بطاعته واتباع هدي خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسلوكه فلا نتعجب إن وجدنا من الله العقاب على ما فرطنا في أمره تعالى.
إن شريعتنا الغراء تحضنا على الكرم، فإكرام الضيف واجب، وإكرام الجار فرض، وإكرام الأهل مروءة، ولكن هذه الصفة العظيمة أي صفة الكرم لابد لها من قواعد واضحة تحدد أبعادها وتجد تأصيلاً لحدودها، فالمبالغة في الكرم في غير محله سفه والمبالغة في البذخ من دون قيد أو شرط لهو باب من أبواب الهلاك لا شك في ذلك.
فيجب ألا نستهين بتلك الأمور البغيضة البعيدة كل البعد عن أخلاقنا وتربيتنا لأن النار من أصغر الشرر، فقارون أُهلك بكلمة، وفرعون أُهلك بسلوك، وقوم صالح اُهلكوا بناقة، وقوم نوح هلكوا لأنهم سخروا، فلنتعظ يا أهل وطني الأحباء.
إذا لم نحافظ على نعم الله فلا نلومنّ إلا أنفسنا، فنحن بسكوتنا عن تلك التصرفات نهدم بأنفسنا سواء كنا مشاركين أو لا، كل ما بنيناه من حضارة من دون أن نشعر فإن الله يعطي لعباده نعمه ليرى مدى شكرهم "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ".
ولنتذكر أجدادنا وكيف كانوا يعيشون شظف العيش قبل توحيد مملكتنا الغالية، وكيف تحولنا إلى ما نحن عليه من نعم كبيرة ومنح كثيرة بعد التوحيد على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وكيف أن تطبيقنا أحكام شريعتنا وتحويلها إلى سلوك في حياتنا اليومية هو ما جعلنا في مقدمة دول العالم، فلنشكر الله على نعمه بالشكل الصحيح ولنبدأ بأنفسنا ونقوم نحن دون غيرنا بمحاربة تلك المظاهر البغيضة، ولتكون وقفتنا ضد هذه الظاهرة صفاً وقلباً ويداً واحدة ضد هؤلاء الجهلة حتى لا تنطبق علينا مقولة من كثرة النعم نسينا المنعم.
أسأل الله أن يحفظ أمتنا من كل شر وأن يُعيننا على شكر نعمه ونعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجــــــــابري
10/02/2016 في 9:10 ص[3] رابط التعليق
ما لم يعاقب السفهاء بحزم ويشهر بهم .. فاننا جميعا لا قدر الله الى الهاوية ذاهبون..حسبنا الله ونعم الوكيل
الحلول ممكنة وكثيرة,منها واهمها ما يلي:-
خبراء قانون : السجن 5 سنوات وغرامة 3 ملايين ريال عقوبة الهياط والتبذير
بتاريخ يناير 23, 2016 أنحاء الوطن
(أنحاء) – متابعات :-
أفاد مجموعة من خبراء القانون أن عقوبة الهياط والتبذير المتمثلة في نشر مقاطع الفيديو المخلة بالتعاليم والأخلاق الإسلامية، والتي انتشرت أخيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل التفاخر والتباهي، هي السجن خمس سنوات، وغرامة مالية ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وهي العقوبات التي تضمنها نظام الجرائم الإلكترونية.
حيث قال المحامي فهد حميدي أن “نظام الجرائم الإلكترونية يمكن أن يطبق على المقاطع المسيئة إلى الأخلاق الإسلامية، والمبادئ الدينية، والذوق العام المخالفة لأنظمة وقوانين المملكة، كما يمكن لأي شخص أن يتقدم بدعوى بهذا الشأن إلى هيئة التحقيق والادعاء العام”.
ومن جانبه يرى المستشار القانوني محمد التمياط أن “العقوبات التي ستطبق على معدي مقاطع الفيديو التي تركز على التباهي والتفاخر عقوبات تعزيرية غير مقررة، ولا مقدرة، بل يحددها القاضي، ويمكن أن يقضي بالسجن، أو دفع غرامات مالية”، مشيراً إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الجهة الرسمية المخولة بضبط أصحاب هذه المقاطع، ورفع الدعاوى في حقهم، لمخالفتهم التعاليم والأخلاق الإسلامية، وذلك وفقاً لصحيفة “الوطن”.
تجياتي
(0)
(0)