لقد عرفت البشرية مايسمى بالجاسوسية منذ فجر التاريخ والجاسوسية هي قدرة فردا ما على العيش داخل مجتمع معين وكشف اسراره السياسية والعسكرية والاقتصادية لأعداءه ولعل اشهر هؤلاء الجواسيس في تاريخنا الحديث ( كيم فيليبي ) ويعتبر من اشهر الجواسيس في القرن العشرين حيث كان مسؤولًا عن وحدة مكافحة نشاط السوفييت في جهاز المخابرات البريطانية ولكن المخابرات السوفييتية ( كيه جي بي ) نجحت في تجنيده للعمل لصالحها ، ومن اشهر هؤلاء الجواسيس ايضا ( ريتشارد سورج ) ويعتبر سورج من اشهر الجواسيس على الإطلاق ويحمل هذا الرجل الدكتوراه في العلوم السياسية وقد نجحت المخابرات السوفيتية ايضا في تجنيدة لصالحها ضد النازية وضد هتلر ويعود الفضل له في انتصار الجيش الأحمر على هتلر والقضاء على قواته في صحراء سيبيريا حيث لم يتوقع السوفيت ان هتلر ينوي مهاجمتهم لكن سورج ابلغهم وطلب منهم اخذ الحيطة والحذر بعد ذلك انتقل هذا الرجل الى اليابان لمواصلة التجسس لصالح السوفيت ولكن تم كشف امره وتم اعدامه عام 1944م
وهناك الكثير والكثير من الجواسيس الشرفاء وغير الشرفاء لامجال لذكرهم جميعا ومنهم سدني ريلي وايلي كوهين وكلاوس فوخس وغيرهم وقد يتساءل البعض ما الفرق بين الجاسوس الشريف وغير الشريف ولكي تتضح الصورة اكثر فإن هناك جاسوس شريف بل ويعتبر جاسوس وطني شريف يتم تكريمه من قبل وطنه وامته وجاسوس اخر هو في وادي والشرف في وادي اخر فأما الصنف الأول فهو يتبع وينتمي للدولة التي قامت بتجنيده ويعتبر من افضل واشرف مواطنيها لأنه يحمل روحه على كفه من اجل امن امته ووطنه وقد يتم ارساله للدولة المراد التجسس عليها في صفة موظف بالسفارة او تاجر او مرشد سياحي وهكذا وهذا كما اسلفنا يعتبر جاسوس شريف بل ووطني مخلص لوطنه وامته اما الصنف الثاني وللأسف الشديد فيتم تجنيده من قبل الدولة المعادية ضد امته ووطنه حيث يقوم بتسريب معلومات عسكرية وسياسية واقتصادية لأعداء امته من اجل النيل من وطنه وبذلك يصبح خنجرا في خاصرة الوطن والأمة وجريمته لاتغتفر لأنه اشد خطرا من العدو الظاهر البين وليس هناك اي مبرر لأي شخص كائن من كان لكي يتجسس على وطنه وامته حتى وان اختلف معهم في المذهب او حتى الدين بأكمله ولعلنا نشاهد ونرى كيف يلتف المسيحي والمسلم والهندوسي والشيوعي والذي يحمل الدين والذي بلا دين كلهم يلتفون حول علم امريكا او الصين او روسيا فالولاء للوطن وللأمة وللأرض التي يعيش عليها الفرد وأي شخص ولائه عابر للحدود لامكان له داخل هذا المجتمع او ذاك بل ان من نجح في تجنيده سيكون اول من يحتقره وينظر له بعين الاحتقار والإزدراء مهما بذل من جهد في سبيل ارضاءه وهذا مايجب على كل اب تدريسه وتعليمه لأبناءه .
د . مفلح بن قبلان
التعليقات 2
2 pings
Fahad
20/03/2016 في 12:12 ص[3] رابط التعليق
احسنت الاختيار في مثل هذا الموضًوع
فليكن المواطن جاسوس شريف في مصلحة بلاده والحفاظ عليها وأسرارها وجميع ما يشاهده او يسمع مِن اي شخص وان قرب
(0)
(0)
مساعد الطويل
21/03/2016 في 2:40 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك وهذي المواضيع الجيده
(0)
(0)