من فضل الله تعالى ان عيناي ترى كل ذرة تراب بنواحي المملكة وكأنها هي مسقط راسي بل واشعر انني خلقت من ترابها وعشت بها، وحين اكتب عن طريب الأرض والإنسان فهو على هذا الاساس وليس تحيزا ويشهد الله، ومن هنا أجيز لنفسي الكتابة عن استضافة طريب لؤلؤة شرق عسير للمنتدى الاعلامي الأول بالمنطقة يوم الاربعاء الثامن من شهر شوال لعام 1437هـ،ذلك اللقاء الفريد من نوعه زمانا ومكانا وانجازا ،فهو حدث يحسب لطريب الشهير ، ومع معرفتنا جميعا أن خلف هذا الجهد المشكور شباب وطني (طريبي)مثقف ومسؤول ويمتلك رؤىً بعيدة مكنته من التغلب على بعض عقبات الموروث الضيق ليستهويه حب الوطن بأكمله وخدمة المجتمع، وليثبتوا أن الرجال متى ما ارادوا شمروا عن سواعدهم وشيدوا بلبنات صُلبة بناء في صروح الوطن السعودي الكبير.
لقد كان هذا الملتقى الإعلامي فرصة نادرة لطريب التاريخي لإبراز بعض كنوزه المتعددة من الرجال والعمران والتاريخ والحاضر والمستقبل وفي حضور مميز بشخوصه جمع بين خبرات اعلامية مرموقة ورجال فكر وتربية وثقافة وخبرات وطنية في مؤسسات المجتمع المدني كالتطوع وغيره.
أن هذا المؤتمر الذي استظل بمظلة الاعلاميين بعسير واختار محافظة طريب مكاناً لإنعقاده يعتبر انطلاقة جديدة للمحافظة نحو افق ابعد مما وصلت اليه سابقا ، وهو مؤتمر وطني جمع رجال مؤهلين من اماكن مختلفة يحملون هم الوطن ولهذا رمزية وطنية عالية القيمة، وهو كملتقى اعلامي كان تجربة طريبية ناجحة وبإمتياز في تنظيم اللقاءات الوطنية الكبرى على ارضه وبعقول وسواعد ابناءه ، وهو بحق ملتقى وطني توافق فيه المؤتمرون وبالإجماع لا اراديا على هدف واحد هو أمن الوطن وتنميته ووحدته.
لقد سمح هذا القاء برؤية محافظة طريب في العمق وليس من الخارج أو من خلال عبور الطريق العام ،فموقع الاجتماع كان مفاجأة للكثير، بحجمه ومسماه (المركز الحضاري) وتنوع قاعاته وتعدد استخداماته وتوفر تجهيزاته ، وهو بحق مكتسب جميل لكل ابناء طريب ولابد من توجيه الشكر لبلادنا السخية ولسعادة المحافظ وسعادة رئيس البلدية وكل من ساهم في انجازه.
لقد كان لي شرف الحضور والاستفادة من هذا الملتقى الرائع بكل تفاصيله وقامات رجاله ، وحقيقة أنه كان مميز بعنوانه واهدافه وكان تنظيمه مهني ،جميل التسلسل ، سخي الود ،صادق التكريم ،ومع انه خاص بمنطقة عسير الا انه وللإنصاف كان لقاء اعلامي فكري ادبي شامل إنصبت اهتماماته على ارجاء الوطن بأكمله ومصالحه وتنميته.
لقد عادت بي الذاكرة وأنا اغادر الملتقى الى المطار الساعة الثانية عشرة ليلا فتذكرت مقر مدرستي الإبتدائية (حنين) الذي يبعد عن مقر الملتقى مئآت الأمتار ، فتساءلت: هل كان بمقدوري حينذاك أن اتصور انه بعد سنوات طويلة سأرى بذات المكان مؤتمر كهذا اللقاء الاستراتيجي الكبير بأهدافه وغاياته يحضره نخبة من المسؤولين الرسميين والاكاديميين والتربويين والخبراء الاعلاميين ورجال آخرين وطنيين جميعهم بمستوى من حضروا؟!. كلا.. لم اتخيل ذلك فقد كان الأمل يصطدم بجدران الخوف فلا يتعدى الخيال حينها أكثر من الانتهاء من هم الدراسة على اية حال وبأي نتيجة!.
شكرا لسعادة محافظ طريب الاستاذ متعب المتعب على كرم الإستضافة للجميع بالمحافظة.وشكرا لكل اعلاميي منطقة عسير الذين شرفوا طريب بتواجدهم ووقوفهم على ارضه والشكر يمتد للنخبة المميزة من المتحدثين وكل المتواجدين بالقاعة خلال اللقاء فقد كانوا نجوما تتلألأ بسماء طريب في ليلة اعلامية لن تنسى.
اما التهنئة والتقدير الخاص فهما لصحيفة الراي الالكترونية ولمديرها العام الشيخ الهمام ولرئيس تحريرها الاستاذ المتألق ولجميع منسوبيها ،ولولا ان شهادتي مجروحة لأفضت في الاشادة بجهودهما المعلنة والصامتة ومعهم طاقم الصحيفة بأكمله. وحقيقة انني وغيري اصبحنا نتطلع الى مفاجآت اخرى تتعدى حدود المحافظة والمنطقة تتبناها صحيفة الرأي، وعلى نفسها جنت براقش! لكن انتم شبابنا وأنتم بصحيفة الرأي وأمثالكم بالوطن املنا وأنتم بأفعالكم ومبادراتكم فخر للقائد الملك اعزه الله ولحكومته وللشعب بأكمله ، وانتم وشباب الوطن اغلى ما نمتلك وعليكم بعد الله نعلق الآمال وبكم وامثالكم يزهو الوطن وحق له ذلك فمثلكم تحتاجهم بلادنا، والوطن غني برجاله وشبابه المبدعين المبادرين والمبادئين دوما.
شكرا لكل من حضر هذا اللقاء الاعلامي المميز وساهم في نجاحه وشكرا مرة اخرى للإعلاميين بعسير وللمحافظ ورؤساء الجهات الرسمية ولكل الحاضرين فقد كان تواضعكم جميعا سر التآلف السريع وكأننا اسرة تعيش في بيت واحد.
نتطلع لرؤياكم بطريب في مناسبات قادمة تجمعنا بإذن الله.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
العقد الفريد
15/07/2016 في 3:59 ص[3] رابط التعليق
تحية إجلال وتقدير للأستاذ عبدالله العابسي ولكل من كان له شرف المشاركة أو الحضور وعلى الرغم أنني لا اعرف عن طريب الا اسمها ومعلومات ساقها لي في سياق الحديث استاذناأبو منصور ولكنني وبكل صدق اشعر بالفرح والسرور لإنعقاد مثل هذه المؤتمرات على أرض وطننا الغالي التي يسمو فيها الهدف وتتألق المعاني كل الشكر والتقدير ودامت طريب بأهلها ومن تميز الى تميز
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
15/07/2016 في 4:27 ص[3] رابط التعليق
ما بعد مقالك كلام يابو منصور
وان شاء الله يبقى وادي طريب منارة ولؤلوة مشعة بكل خير لاهلها وعموم الوطن الغالي.
اكتمل عقد الشباب بالابداع والعمل الجاد المخلص وكذلك المعنيين بالادارات الحكوميه لهذه المحافظة الفتيه .
تحياااتي
(0)
(0)
محمد الاحمري
15/07/2016 في 1:44 م[3] رابط التعليق
يقولون الديرة من رجالها….لا شك ان هناك الكثير من المحافظات ومراكزها التي يرغب كل مواطن على ارض هذا الوطن الغالي معرفتها وموقعها وتراثها…لكن يبقى دور اهلها في ابرازها لﻵخرين…وانت ابا منصور فعلت ذلك.
اتحفتنا عن طريب ومركزها الحضاري ..فهنيئا لكم بطريب ورجالها …ونتمنى ان نشاهدها في احسن وابهى حلة.
المراكز الحضارية اصبحت مطلب لكل محافظة لتكون مركزا ﻹقامة اﻷنشطة والفعاليات المختلفة.
(0)
(0)
مبارك القحطاني
15/07/2016 في 5:03 م[3] رابط التعليق
مقال معبر وجميل ورائع بجمال كاتبه …
شكرا جزيلا لصحيفة الرأي الإلكترونيه وعلى رأسهم الأستاذ /جبران فائز المدير العام والأستاذ /سعيد فائز رئيس التحرير الشاب الطموح. ..الفضل لله ثم لهم بإبراز اسم محافظة طريب إعلاميا وثقافيا وتاريخيا.
شكرا لفريق العمل على المجهود الكبير لإنجاح هذه الفعالية الكبيره. ..والشكر موصول لسعادة المحافظ على اهتمامه وحرصه بالتواجد والإهتمام لإظهار اسم المحافظة في مثل هذه الفعاليات الجميلة.
(0)
(0)