في العقدين الأخيرين شهدت مناهجنا الدراسية تطوراً ملحوظاً لكي تلحق بركب الدول التي سبقتنا في هذا المجال وهذا التطور الذي شهدته مناهجنا الدراسية ومحاكاتها لمناهج عالمية مثل سلسلة ماجروهيل الامريكية التي اكملت عقدها وتم مواءمتها في مناهج الرياضيات والعلوم ، فقد سعت الوزارة من خلال تلك السلسة الى مواكبة المستجدات والمستحدثات للمواد التعليمية والنظريات التربوية ، كما سعت إلى رفع مستوى الكفاءات التعليمية للطلاب والطالبات ليتسنى لهم منافسة اقرانهم على المستوى العالمي خصوصا بعد أن حققوا مستويات منخفضة جدا في اختبارات التيمز العالمية للرياضيات والعلوم ، كما حرصت الوزارة من خلال تلك السلسلة على الاستفادة من الخبرات العالمية والتوجهات المعاصرة في احداث نقلة نوعية في المناهج من حيث الاعداد العلمي ، واسلوب العرض واساليب التقويم واستخدام التقنيات الحديثة .وقد امتازت تلك المناهج بالترابط والتكامل مع غيرها من المناهج ، كما اهتمت بتنمية مهارات التفكير العليا وتنميه مهارات الحياة من خلال ربط ما يتعلمه المتعلم بما حوله واقعيا ، لاسيما وان تلك المناهج تمركزت حول المتعلم . ولكن مازالت مناهجنا الحالية وخصوصا مناهج الرياضيات في مختلف المراحل الدراسية تركز في بنائها على الكم المعرفي لا على الكيف فنجد زخم كبير في الموضوعات والدروس ، كما أن الدرس الواحد مملؤ بالكثير من المعلومات والتمارين التي نجد بعضها مكرر ويقيس نفس الاهداف ، وقد يكون السبب في ذلك أنه تمت المواءمة لكتب الرياضيات التي تقدم فروع الرياضيات بشكل مستقل في الولايات المتحدة الامريكية بينما تقدم لدينا مدمجة ضمن كتاب واحد ليتناسب مع النظام التعليمي ، وهذا احدث فجوة كبيرة بين الزمن المخصص لها وكمية المعلومات التي تحويها بسبب الاهتمام بالكم المعرفي على حساب الكيف وهذا بلاشك يقف حائلا دون تحقيق الاهداف المرسومة بدقة عالية . فمناهج الرياضيات بحاجة إلى إعادة ترتيب وتقليص للكم المعرفي ، مما يحقق للطالب والطالبة مستوى عالي من الكفاءة التعليمية التي ننشدها جميعاً. الرياضيات وتطويرها هي مدخل حقيقي للنهضة الوطنية في شتى مجالات العلوم التطبيقية المختلفة وهي مدخل للصناعات والابتكارات بعقول وسواعد وطنية.
بقلم : صباح سعيد القحطاني