يعد المعمل من أساسيات العملية التربوية فهو القلب النابض في تدريس العلوم في جميع المراحل التعليمية فهو يسهم في ترجمة النظريات والقوانين والمفاهيم العلمية ويُكسب المتعلم العديد من المهارات العملية كما ينمي قدرة المتعلم على الملاحظة والتحليل والتفكير بأنماطه المختلفة ويحقق العديد من الأهداف التي تسعى إليها مناهج العلوم فالعلم ليس علم مالم يصحب بالتجريب والعمل داخل المعمل وبالتالي فالخبرة العملية التي يكتسبها المتعلم تمثل جزءً حيوياً من العملية التعليمية إلا أن محدودية المكان والزمان وكثرة عدد الطلاب وقلة الأدوات وخطورة اجراء بعض التجارب تمثل عائقاً يحول دون الاستفادة المثلى من هذه المعامل .
لذا فقد أمكن استخدام تقنية المعامل الافتراضية كبديل عن المعامل الحقيقة وأحد الحلول المناسبة لتغلب على معوقات المعامل الحقيقية ودمج التقنيات الحديثة في تعليم العلوم فالتعليم الافتراضي من أبرز التوجهات المستحدثة في التعليم بشكل عام والذي تم من خلاله تخطي الحواجز المكانية والزمانية.
فالمعمل الافتراضي هو بيئة تفاعلية تهدف الى اجراء وتنفيذ التجارب بشكل يحاكي التجربة الواقعية من خلال محاكاة مختبر العلوم الحقيقي ويمكن استخدامها عن طريق البرمجيات المعدة مسبقاً مثل كركودايل واليوريكا ثلاثي الأبعاد وغيرها أو من خلال الاستخدام المباشر من خلال مواقع المعامل الافتراضية الموجودة على الانترنت مثل موقع فيت والمعمل الافتراضي التابع للمدرسة العربية حيث يمكن من خلالها التزامن بين شرح الجانب النظري والتطبيق العملي كما يتم من خلالها تدريس مهارات التفكير ويكون لدى الطلاب الحرية في اتخاذ القرارات بأنفسهم دون أن يترتب على هذا القرار آثار سلبية وبالتالي يمكن استخدامها في أي مكان وأي زمان وبأي عدد من المرات طبقا لقدرات المتعلم على الاستيعاب والفهم كما أنها تتيح للمتعلم إمكانية اجراء تجارب قد يحرم منها في المعمل الحقيقي نظرا لخطورتها بأقل تكلفة وأدنى جهد كما تساعد المعلم على تغطية كافة أفكار المقرر الدراسي بتجارب علمية تفاعلية وهذا يصعب تحقيقية من خلال المعامل الحقيقية نتيجة لمحدودية الامكانات والوقت المتاح للجزء العملي وكثرة المحتوى النظري كما ان لديها إمكانية العرض المرئي للبيانات والظواهر التي لا يمكن عرضها من خلال التجارب الحقيقية كما أن بيئات التعلم الالكتروني أكثر تشويقاً وجاذبية للطلاب .
وحتى نتمكن من الاستفادة من هذه المعامل الافتراضية و توظيفها بالطريقة الصحيحة التي تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة فإنه ينبغي تدريب المعلمين والطلاب عليها واستبدال طرق تدريس العلوم التقليدية القائمة على الإلقاء بالطرق الحديثة القائمة على التعلم الذاتي والاكتشاف من خلال تقنيات الواقع الافتراضي وأن تتضمن المقررات روابط خاصة بتلك المعامل كما ينبغي الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة التي طبقت هذه التقنية بشكل ناجح مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها .
بقلم ابتسام بنت إبراهيم العجلان
معلمة فيزياء وباحثة في المناهج وطرق التدريس
التعليقات 3
3 pings
عبدالمحسن المرشد
18/10/2016 في 12:56 م[3] رابط التعليق
بلا شك ان المعامل فائدتها ستكون فائدتها اكبر واسرع في ايصال المعلومة الى ذاك او تلك من خلال التكرار والعمل المتواصل في المعمل اياً كان نوعه وسيسهم في ايجاد جيل يمتلك قاعدة صلبة من مختلف العلوم وكم نطمح ان نرى تلك الحقائب قد إختفت من ظهور الطلاب والطالبات واستبدالها بسديات خفيفة الحمل عظيمة المحتوى ..
مقال جميل
شكراً لكاتبه
(0)
(0)
هياء الصبيح
18/10/2016 في 3:22 م[3] رابط التعليق
نفع الله بك
مقترحات في غاية الأهمية
(0)
(0)
ابتسام العجلان
21/10/2016 في 6:55 م[3] رابط التعليق
الله يجزاكم خير ويبارك فيكم ويحقق ما نأمله ونرجوه من أبناء هذا البلد
(0)
(0)