قال تعالى : ( وبالوالدين إحسانا) الإسراء: 23-24 ، ومن قوله عز وجل: ( ووصينا الإنسان بوالديه حسناً ) العنكبوت ، لا يخفى على أحد ماتحمله هذه الآيات الكريمة و غيرها الكثير التي تدل على عظمة البر بالوالدين وحقوقهما والإحسان إليهما .
ومنذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع ونعي عن بر الوالدين وماهي حقوقهما، ولكن لا أحد يسعى جاهدا لإظهار حقوق الأبناء على الأباء والتي تعد من ضمن التربية إن لم تكن تربية بحد ذاتها .
وانطلاقا من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ، هنا نص واضح على الثقل الموضوع على أكتاف الراعي وهو الأب والأم أو أحدهما والذي هو مسؤول عن ثبات أو اهتزاز البيت؛ لأنه هو عِماد البيت .
اذا فالاب قُدوة للأبناء ؛ وعليه يجب على الأب أن يحرص على أقواله وأفعاله ؛ لأنه المربي والمعلم .
فحقوق الأبناء على الآباء متعددة وذات أهمية كبيرة؛ لما لها من وقع على نفوس الأبناء فتتكون من خلالها شخصياتهم ومنها: التقرب من الأبناء وصنع وقت فراغ للجلوس معهم وتعليم الأبناء أصول الحياة الدينية والدنيوية ، والدعاء لهم دائما والاستماع الجيد للأبناء وعدم مقاطعتهم أثناء حديثهم أو شكواهم حتى لاتتسبب ردة فعل الأباء العكسية التي بالتالي سوف تجعلهم يشعرون بالإذلال والخضوع فقط لإرضاء الوالدين أو احدهما وستتسبب لهم بكبت المشاعر وذلك من خلال الخوف الدائم من اللجوء إلى غيرهم .
كما يجب السعي إلى تثقيف الأبناء فكريا ومظهريا عن طريق تعليمهم فن الحديث والاستماع واحترام الآخرين ، وتبادل الرأي مع الآخرين، وتقبل اختلاف الرأي .
أيضا الحاقهم بالتعليم الجيد من غير التعليم العام والمنتظم ، كالتعليم الأكاديمي مثل تعليم الأبناء عدة لغات لسانية ، وبرمجية كالحاسب الآلي إلى جانب عدم التسرع بالتوبيخ على الأخطاء؛ اي إعطاء الابن فرصة لشرح أسباب خطأه.
وينبغي معرفة مخططاتهم المستقبلية ، والإبداعية والسعي إلى تطويرها وأن تتكون صداقة الأب بالابن والفتاة بأمها كمطلب مهم لحفظ الإستقرار الأسري.
ومن المهم الاعتناء بالترقية الفكرية ؛ عن طريق مخالطة الأبناء بالعقول الفكرية والمثقفة وعمل جدول لملىء أوقات فراغ الأبناء ، والإجازات والعطل .
إن من أساسيات ثبات الدول هو ثبات الأسرة فإن صلحت الأسر صلحت الدولة عن طريق تربية الأبناء التربية القويمة التي تصب بمصلحة الفرد والمجتمع وبالتالي تبنى الدول لقول احمد شوقي:
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ
..... فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ ؛ ذَهَبُوا .
أسماء محمد الجرباء
التعليقات 3
3 pings
موسى العنزي
29/08/2017 في 1:33 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله يا استاذة اسماء درر ما سطرتي واوجزتي وابهرتي من الكلام النفيس والدر الثمين وهذا الموضوع قل من يتحدث عنه من الكتاب والمثقفين الا من رحم الله واذكر لي بحث ايام الدراسة الجامعيه عنوانه تربية الاولاد استفدت منه كثيرا لله درك اخت اسماء
فطرحك جميل واسلوبك راقي وبحثك وافي تحياتي لك
(0)
(0)
أسماء الجربا
29/08/2017 في 2:16 م[3] رابط التعليق
اشكرك جدا أخي الكريم على رائيك بالموضوع جزاك الله خيرا على كلامك الموزون والمثقف التي تدل على حسن القراءة للموضوع .
نتمنى أن نرى بحثك المتواضع آجلا أخي الكريم .
شكرا على ما خطته يمينك .
(0)
(0)
فاطمه الجباري
04/11/2017 في 11:16 ص[3] رابط التعليق
مقالة هادفه وتحمل قيم عاليه ولاسيئما علاقة الاباء بأبنائهم تلك العلاقة التي تبنى على الحب والعطف والحنان والأمان وتسقى بالأحترام وتستمر بالتفاهم ومنح الابناء حقهم في النقاش والحوار والاختيار للتعبير بصراحة ووضوح دون خوف منهم او تهميش منك
أبدعتي أ. اسماء فيما كتبتيه مقالة هادفه اعتنت بالتربية واهمية تلك العلاقة في بناء شخصيتهم وتكوينها سلمت أناملك وماكتبت.
(0)
(0)