قبل عدة سنوات في طريق العودة جواً من امريكا قرأت مجلة اهلاً وسهلاً فإذا بتقرير عن مستقبل السياحة بالجنوب كتبه حينذاك رئيس مركز طريب وأعتذر عن عدم تذكر اسمه. وبالأمس القريب وعلى متن الخطوط السعودية مابين الرياض وجازان لفت نظري صورة جميلة في الصفحات الأولى بنفس المجلة لأحد المنازل القديمة الجميلة بمحافظة طريب وأمام المنزل بحيرة على أثر سقوط الأمطار، قام بالتقاطها المصور الصحفي المتألق أحمد سعيد آل مالح، وعلقت المجلة على الصورة بكلام مختصر جميل كما يتضح في ركنها الأسفل يساراً...
وفارق السنوات بين وقت التقرير السياحي لرئيس المركز السابق وبين التقاط الصورة من طريب وقد اصبحت محافظة كانت كافيةً لحدوث متغيرات كبيرة وجذرية في هذا المكان الذي يعيد بناء نفسه بشكل سريع وقوي على كافة المستويات..
جميل جداً أن يكون في كل محافظة صناعة محلية بأي مجال بأيدي ابناءها. والجميل أن تطورنا في المملكة اصبح في كل شيء حتى فن الصورة ودلالتها ولكن الأجمل أنها بعقول وفكر وتنفيذ شبابنا.
وصورة هذا المنزل بهذه القرية الجميلة شبه المهجورة ليست مفاجئة كتراث بأي حال ولكن الغير متوقع أن أجدها مصادفةً على ارتفاع ٣٨ ألف قدم، وللأمانة فقد لفتت نظري الصورة حين وقعت عيناي عليها وكأني اعرفها قبل أن أرى اسم المصور الرائع والمكان العريق العتيق المؤثر في نفس كل من يعرفه أو مرّ عليه فكيف بمن أخذ من هواءه وغباره أقوى غذاء لمقاومة الحياة وحب الوطن بأكمله.. إنه طريب التاريخ.
هل لي من طلب؟ بالتأكيد، وهو اللحاق على هذا المنزل وأقرانه لتبقى حيةً ما دمنا نحن أحياء وبعد أن نموت سيأتي من ينسفها ويدّعي بأنها كانت سكنى للأشباح.
لدي معاناة وألم وحسرة على تدمير وزوال تراثنا الذي هو سجل حياتنا. ومن يدري فقد تتبنى بلدية طريب المحترمة صيانة بعض هذه الأماكن تحت أي عذر يقبله النظام وإلا فهذا ليس من مسؤؤليتهم.
شكراً أحمد آل مالح وأتمنى بروزك كمصور صحفي وطني لوكالاتنا الاعلامية المختلفة.. وبعض شبابنا يقومون بتغطية المناسبات الخاصة بالمدن الكبرى، ويحصل أحدهم على ٤ آلاف ريال خلال ٤ ساعات فقط ويقدم لهم المادة على قلم "فلاش" بدون معالجه! زمن لا حدود فيه للفرص لكن دخولها يتطلب التفكير من خارج الصندوق مع الصبر والجهد.!.