إمرأة وليست كأي إمرأة وأنثى وليست كأي أنثى تغتر بجمالها وتتباهى بروعتها ، تملك روح الأنوثة ونعومة المرأة ولكنها لا تملك رقة المنطق والطبع ..
لبست” هناء ” في ذلك البيت وسام ليس عادي لم تجني من خلفه التقدير والرفعة بل جنت من خلفه الهيبة والخوف منها ومن تسلطها، رشحت تلك السيدة لمنصب التسلط في بيتها ووسمت بوسام شخصية متسلطة ، تبخترت وطغت في ثوب شخصيتها أجبرت واهانت وسخطت ورفعت الصوت والجميع تحت أجنحة سلطتها لايطيرون أبدا، تأمر وينفذ بدون جدال ونقاش ، تصب كل غضبها على من تشاء والجميع صامتون وكأنهم مكبلون خلف سجن تسلطها ..
كانت “هناء” تسلط سياط تسلطها على كل من حولها حتى أصبح الجميع يهاب حضورها ووجودها وحديثها الكل يضرب لها التحايا وهي تضرب يقدمها حتى يحصل ما تريد ..
ولكن مامن متسلط إلا سوف يسلط الله عليه من يمزق ثوب غروره وتسلطه ففي لمحة بصر جاء من يفجر تلك البالونة التي نفخت بالصوت العالي والحديث الفارغ والأوامر المتسلطة ..
فتلاشت ” هناء” على يد أبنها الذي تسلطت عليه وأشبعته أوامر وهو يقف أمام محكمتها عاجز عن الترافع عن قضيته أمامها.
وجاء اليوم الذي تقف فيه عاجزة حائرة أمام تسلط زرعته في من حولها وليس في شخصيتها فقط ولكن أبنها لم يتسلط عليها بأوامر لا جدوى منها ولكن أوامر غرضه منها أن يحميها من خطأ هي من جنت من ورائه الضياع.
وأخيرا سمع صوت مرتفع غير صوت ” هناء” المعتاد صوت غازال القلوب بدمعته ونشر الحب في همسه وعلى صوته في خوفه نعم كان الخوف هو الدافع الأول لكي يرفع الأبن صوته وليس العقوق في طريقه ولكن خوفه على سياج منيع يحمي ذلك البيت من السقوط والأنهيار نتيجة خطأ يصعب محوه.
كونوا كما أنتم لاتغتروا ولاتلبسوا ثوب التسلط وكونوا سادة ذلك الفكر الراقي وتلك الشخصية المستقيمة المتفردة بروحها وطبعها ورقيها ولاتسايروا أي متسلط الشخصية فمسايرته هي نصر له وتمكين شخصية من تلك الشخصيات ولكنها ليست متسلطة همست في أذن سطرها فحدثكم حرفها ويسعدها مروركم الكريم عليها.
منى الزايدي
كاتبة سعودية