مواقف يوميه نشاهدها امامنا ونسمع بها ونراها عبر قنوات التواصل الاجتماعي
مضاربات ؛ معارك كلامية ؛ الفاظ بذيئة ؛ صور دامية ؛ ماهذا يا جماعة ؟ ألسنا مسلمين ؟!!
جاء في حديث أبي الدراداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق). وفي رواية: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء).
وفي الحديث الاخر
"انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"
فكيف هي اخلاقنا ؟!!
لعلي اضرب لكم قصة ذكرها أحد الكتاب عن مواقف قد تصدر من مسلم من باب المزاح أو من غير أن يستشعر خطرها لكنها قد تكون سبباً في الصد عن دين الله
يقول الكاتب : أذكر عندما كنا في أمريكا أنني ونحو 15 طالبا أجنبيا تكدسنا في شقة زميل ياباني، ودار بيننا حوار طويل حول العادات والتقاليد المختلفة في كل بلد، وسألنا مضيفنا الياباني قبل أن ننصرف من شقته أن نلقي قصيدة بلغتنا الأم.
وقد تبرع أحد الزملاء العرب بإلقاء قصيدة نيابة عنا نحن معشر الطلاب العرب في تلك الشقة،
وقد ارتجل صاحبنا بتصرف البيت الأول لقصيدة ابن الرومي التي هجا فيه حاجب الوزير،يشبه وجهه بالكلب ، ولما انتهى من القصيدة سأله عن معنى القصيدة ، أجابه بأنها تعني أن وجهك فيه ضوء لا يضاهيه سوى ضوء الشمس!
وقبل أن نفرغ من تقريع صاحبنا على اختياره وسلوكه اتصل به الطالب الياباني الذي أدرك معنى البيت الحقيقي عن طريق أحد الزملاء، معبرا عن غضبه الهائل الذي طالنا أجمعين،
حيث عاهد نفسه ألا يصادق عربيا طوال حياته بسبب قصيدة ابن الرومي التي رماها صاحبنا في وجهه. ..
الموقف السابق يعكس وجود خلل في سلوكياتنا. هذا السلوك الذي لم يستفد منه البعض مما تعلمناه من ديننا وكتاب ربنا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، يدرسه طلابنا ولم يطبقوه؛ ونسمعه على منابرنا دون تطبيق لهذا السلوك مما جعلنا نرتكب حماقات لا تغتفر.
لقد علمنا ديننا الحنيف أهمية الابتسامة في واقعنا وأن المسلم مأجور بها ، علمنا ديننا أن نشكر من أسدى لنا معروفاً ، علمنا ديننا احترام الإنسان أياً كان؛ وورحمة الحيوان وخطر تعذيبه وعقوبة ذلك في الآخرة ؛ فتلك زانية غفر الله لها سقت كلبا على ضمأ؛ وتلك امرأة دخلت النار في هرة أهلكتها.
ألسنانرى من يتعمد احراق حيوان او رميه او دعسه أو تعذيبه من أجل تصوير مقطع لينشر جرمه على العالم فيقولوا هذه اخلاق المسلمين؟!
ألسنا نلحظ أن كثيراً من أبنائنا الصغار يتعاملون مع السائقين والخدم والعمال بكبرياء وعنجهية ، البعض من النساء تتعامل مع الخادمة وكأنها آلة بل البعض يضربونهن ويرفعون أصواتهم عليهن'.
يقول الكاتب :
• سألت مهندس بترول هولندياً تعرفت عليه خلال زيارة قام بها الينا استغرقت شهرين عن أبرز ما استوقفه خلال فترة وجوده بيننا فقال 'تعاملكم مع السائقين. شاهدت فتى يافعا ربما يبلغ عمره عشر سنوات يركل السائق بإلحاح. لفتني كهل يصرخ في وجه سائقه. أعتقد أن لديكم مشكلة '.
نعم لدينا مشكلة أننا لا نطبق ما نتعلمه من أحكام ديننا العظيم وسيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وعادات العرب الاصيلة التي أقرها الاسلام وحث عليها.
للأسف أن ينتشر في مجتمعاتنا بعض المظاهر الخطيرة المؤرقة : كالمشاجرات لأتفه الأسباب وصل بعضها الى القتل والعياذ بالله ، للأسف أن ينتشر في بعض البيوت عقوق الوالدين ، وازدراؤهما وغيبتهما وإهمالهما ، البعض لا يحترم كبير السن إلا إذا كان قريبه أو صاحب جاه أو منصب ،
البعض يجاهر بخوارم المروءة بل قد يجاهر بالحرام أمام أعين الناس دون حياء من البشر أو خوف من رب البشر ، فلا يبالي أن يراه الناس على معصية الله ، أو يخرج بملابس خادشة للحياء أو يتلفظ بألفاظ وقحة في مجامع الناس او من خلال وسائل التواصل!
البعض والعياذ بالله ذهبت من قلبه الغيرة على محارمه فلا يهتم أن يرى قريباته يزاحمن الرجال في مواطن اللهو والغناء، ولا يهتم إن خرجن سافرات او بملابس غير لائقة بل لايعرف متى دخلنن ويخرجن في أي وقت ولا يسأل عنهن ؛
اذا قل الوازع الديني لدى هؤلاء فأين النخوة العربية والعادات الأصيلة التي تربى عليها آباؤه وأجداده؟
للأسف أن يتربى بعض الصغار على السب والشتم والرد على من هو اكبر منه ، وقد يتعلم كيف يمد يده أو سلاحه من باب أن هذه من علوم المرجلة !!
ألسنا نلحظ أن لدينا خللا كبيرا في تعاملاتنا المالية في البيع والشراء تلاعب في الاسعار وغش في السلعة وإخفاء لعيوبها ؛ ألسنا نعاني من تعاملاتنا مع بعضنا في مسائل الديْن والكفالات فلا المدين سدد ماعليه من حقوق ولا المكفول احترم كافله الذي خدمه وساعده!
ألسنا نلحظ أن لدينا تقصيرا كبيرا في حقوق الطريق
وتعاملا جلفاً مع بعضنا خلف مقود السيارة؟
بل وصل الحال بالبعض الى تبادل السب والشتم وقد تصل الى النزول من السيارات والمضاربات وصل بعضها الى اسالة الدماء وازهاق الانفس لمجرد حكة يسيرة في حديدة يمكن اصلاحها ؛ فهل هذه أخلاق أمة محمد ﷺ .
في بيوتنا كيف هي أخلاقنا مع زوجاتنا وأطفالنا وخدمنا ؟
يوم أن ترك البعض منهج النبي ﷺ في تعامله مع اهل بيته بدأنا نسمع بأعداد مهولة من قضايا الطلاق والمشاكل الأسرية التي تتسبب في خراب البيوت وفساد أبنائها وضياعهم؟!
:
الأمثلة في واقعنا كثيرة لا يمكن حصرها والله المستعان ؛ ومع كل هذا فلا يزال في الأمة خير كثير
وما انتشار الاسلام في اوربا وامريكا وغيرها بشكل واسع الا بسبب أولئك المسلمون الذين طبقوا أخلاق الاسلام في واقعهم وتعاملاتهم فكانوا سببا في اسلامهم ودخولهم في دين الله افواجاً .