أشحذُ مداد قلمي واستجدي خطاه لأكتب وصف رجلا أتهيب فكرة الحديث عنه فضلا عن الكتابة ذاتها، وذلك كوني لا أستطع منحه حقه ومستحقه، في يوم الجمعة الموافق السادس والعشرين من شهر صفر لعام (1441هـ) توفي عمي الغالي محمد بن مفلح بن فايز بن محمد ال مريد -رحمه الله- وكان وقع الخبر مؤلما، زفرات، ولهيب لايطفئها سوى الاسترجاع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى.
رحل الشيخ المهاب في حضوره وغيابه، فقدنا رجلا فريدا في مواقفه وأخلاقه وكما قال ابن زيدون:
فقدناك فقدان السحابة لم يزل
لها أثر يثني به السهل والوعر
مساعيك حلي الليالي مرصع
وذكرك في أردان أيامها عطر
مذ توفيت والدتي في سنواتي الأولى، وحبه لي يتزايد عبر السنين، كما وأنه -رحمه الله- قام على تربية أولاده على حب الصلاة، وكان حريصا عليها، وهادئا في أدائها قارئا لكتاب ربه.
لن ينسى مسجد البلدية في طريب نداء الأذان بخامة صوتك المنفرد، وكم كنت -رحمك الله- قائما بالمسؤلية الاجتماعية تجاه أبناء محافظة طريب والحضور في مناسباتهم ومشاركتهم أفراحهم، والمساعدة في تقديم الخدمات لمحافظة طريب أمام المسؤولين.
رحمك الله فلقد كان لحضورك هيبة، فكم كنا نتسابق عند قدومك لزيارتنا والسلام على الوالد حتى نحظى بسبق تلبية ما تحتاج محبة وإجلالا لك..
يالها من أيام جميلة تلاطفنا وتقص علينا قصص الأولين والآخرين، ولعل قصيدة الشاعر محمد المهادي من القصائد التي كان يطربني سماعها وتحديدًا عبر صوتك الفريد.. والتي من أبياتها:
الأجواد وإن قاربتها ما تملها
والأنذال وإن قاربتها عفت ما بها
الأجواد وإن قالوا حديثا وفو به
والأنذال منطوق الحكايا كذابها
الأجواد مثل العد من ورده ارتوى
والأنذال لا تسقى ولا ينسقى بها
الأجواد تجعل نيلها دون عرضها
والأنذال تجعل نيلها في رقابها
الأجواد مثل الزمل للشيل يرتكي
والأنذال مثل الحشو كثير الرغا بها
رحمك الله يا عم، رحمة واسعة، وتبقى شهادتنا فيك مجروحة، و لجموع المصلين والمشيعين والمعزين من القريب والبعيد شهادة لك بالخير وهم يعيدون شريط ذكرياتهم معك.
ثمة أرواح كريمة وافرة العطاء تمطر من حولنا بالحب والسعادة تلك هي روحك، لقد غادرتنا ولكن لم يزل مكانكم بالقلوب والأرواح.
أصابه المرض وحاول تحديه والصبر عليه ولكن الله ابتلاه ليرفع درجته ويغفر ذنبه إن شاء الله حتى فاضت الروح لخالقها.
وماذا عسى قلمي أن يكتب لأختصر سنوات من الكتابة عن والد الجميع ولكن عزائي في فقده موت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم البشرية.
اللهم تغمده برحمتك وافسح له في قبره واجبرنا بفراقه واجمعنا به ووالدينا في مستقر رحمتك.
د.علي بن عبدالله مفلح آل مريد
مملكة البحرين
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد سيف عواض
29/10/2019 في 12:28 م[3] رابط التعليق
الله يغفر له ويرحمه واحسن الله عزانا وعزاكم
(0)
(0)
سعيد شايع بن عوضه ال عادي
29/10/2019 في 12:53 م[3] رابط التعليق
نسال الله ان يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته
ونعم به وقد كسب العلوم الطيبه والمحبه في مجتمعه الذي عاش به
(0)
(0)
ابوخالد
29/10/2019 في 1:03 م[3] رابط التعليق
رحم الله ابا مفلح
وغفر له واسكنه فسيح جناته
(0)
(0)
سفر بن سيف آل عادي
29/10/2019 في 1:07 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صح الله لسانك ومنطوقك وقلمك يا ابو الوليد وبارك فيك واسعدك
أسأل الله الكريم أن يغفر له وان يرحمه ويتجاوز عنه واموات المسلمين
اللهم اجعل قبورهم روضات من رياض الجنه ياحي ياقيوم
(0)
(0)
حصه الزهراني
29/10/2019 في 3:55 م[3] رابط التعليق
حصه الزهراني ام سلطان
اقدم عزائي للاسره الكريمه عائلة محمد عوض القحطاني
غفر الله له وتجاوز عنه وجعلها من اهل الجنه رجلآ صالح كما رائيته يكبر ويسبح ويذكر الله كثيرآ رحمة الله تزوره في قبره اسائل الله تعالى انه يجبر قلب اهله وخاصه ابنته عمره جبر الله قلبك يا جارتي وصديقتي واختي الكريمه
(0)
(0)
حصه الزهراني
29/10/2019 في 3:57 م[3] رابط التعليق
حصه الزهراني ام سلطان
اقدم عزائي للاسره الكريمه عائلة محمد عوض القحطاني
غفر الله له وتجاوز عنه وجعله من اهل الجنه رجلآ صالح كما رائيته يكبر ويسبح ويذكر الله كثيرآ رحمة الله تزوره في قبره اسائل الله تعالى انه يجبر قلب اهله وخاصه ابنته عمره جبر الله قلبك يا جارتي وصديقتي واختي الكريمه
(0)
(0)
جازع بن سفران
29/10/2019 في 4:08 م[3] رابط التعليق
رحمك الله يابو مفلح رحمة واسعه ،
ونعم الله يغفر له?? كان كريم والله ما كنا نجيه زمان الا يكرمنا
اللهم إنه كان كريم فأكرمه ، ورحيم معى اخوه المعاق عوض فأرحمه رحمة وااااسعه وتجاوزا عنه وأجبر اهله وذويه بالصبر والسلوان….
أنا لله وأنا إليه راجعون
(0)
(0)
السقف البعيد
01/11/2019 في 6:57 ص[3] رابط التعليق
رحم الله ابو مفلح واسكنه فسيح جنانه
رغم مرارة الفراق والتي هي نهايتنا جميعاً
الا ان عزاؤنا في فقيدنا رحمه الله انه كان رجل صالح محب للخير وساعياً به بين الناس
انا منذو من صغري وهذا الرجل رحمه الله هو المستشار الاول بدون منازع لكل اهل بلدتنا
كانت كلماته دوماً دروس وحكم
ورغم ما عاناه اواخر سنين حياته من مرض الا انه كان مثال للصبر
دائماً لسانه شاكر وقلبه ذاكر وقل ان تسمع منه الا ثناءً وشكراً لله
كل من عرف هذا الرجل يشعر بفقده ولكن هذه سنة الحياه
رحم الله ذلك الوجه الذي طالما كان ذا هيبة من الله في حياته
ولكن عزاؤنا في فراقه ان يبارك الله في اولاده
طبت حياً وميتاً والى جنات الخلد باذن الله
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
04/11/2019 في 12:02 م[3] رابط التعليق
رحم الله ابا مفلح
وغفر له واسكنه فسيح جناته
انا لله وانا اليه راجعون
(0)
(0)