ربما يمر بك موقف لا تستطيع معه التأني للمشاورة فتتخذ قرارا مستعجلا إما لزاما عليك اتخاذه أو لتغيظ به أحدا. ولعل ابن علينا مر بواحد منهما فأخذ يتوعد ويهدد بالرحيل وترك الكتابة، وفرق بين ابن علينا حيث يستطيع العدول وتغيير قراره والعودة وقد تم ذلك بعكس ابن عليهم الذي لم يجرؤ على العدول فضلا عن العودة.
فهل ابن علي مصيب عندما يهددنا بالوداع نهاية كل مقال أم لا وهو ما أظن، وما أخشاه أن يظن في نفسه ظنا لا سلامة منه فيعتقد أن الحياة من بعده ستتعطل وسوف تمزّق الأوراق وتكسّر الأقلام وتسكب الاحبار ولن يكتب بعده احد، فهذا داء ليس له طب.
يا ابن علينا اعلم أن ابن عليِّهم مكث عقودا وهو يعيش بين المكاء و التصدية ظاناً أن الناس له عشاق وهواة وان ليس في داره غيره وانهم لن يصبروا على العيش من دونه، لكن سرعان ماتغيرت الأحوال ففي آخر المطاف (عفس) تاريخه فبدلا من التقرب للناس والتودد إليهم أظهر جبروته وطغيانه ففقد القريب قبل البعيد وأعلن الرحيل قسرا.
صحيح أن من يعرف ابن علينا عن قرب يعذره لما يعلم من طيبة قلبه وصفاء نفسه وليست تزكية له بل هذا ما عرفناه به بعكس بعض القراء الآخرين الذين لم يظهر لهم منه إلا ما زاغ به حرفه وطغت به كلماته وهي كذلك، فظنوا أنها نابعة من قلبه وهذا هو المأخذ عليه عندما يمتطي صهوة الحرف فإما يمطر جمانا وأما جمرا وهو الغالب.
ومن ينكر أن ابن علي قمة في الصحافة والاعلام فهو يغالط نفسه والمنصف يقرأ بحياد وينقد بحياد كذلك .
ابن علي أتمنى لك خاتمة سعيدة بعد هذا العمر الذي اسدى اليك زمانه بياضا يكسو عارضيك، فحاول أن تغير من أسلوب كتاباتك ليذكرك معارضوك وغيرهم بالخير ففيه من التهكم والتهجم بما يكفي أهل الصين والهند وما جاورهما ولا اعلم لماذا هذا الأسلوب ؟!
أعيد وأقول : انك ذو فكر راق وثقافة عالية لكن هذا لا يشفع لك بممارسة هذا الأسلوب فلا تختزل تاريخك الثقافي الطويل في دائرة التقليل من شأن الآخرين وارتق بقدر ما تعلمت وابعث برسائل ينتفع بها الناس ,فمثلك من يخطط لإقامة الندوات و الدورات لإفادة الشباب وتعليمهم لا التقليل منهم وتحطيمهم كما تشير إليه دائما , حيث تصمهم بالجهل وعدم الوعي في جميع مقالاتك .ويكفي طريب انها محرومة من الكليات والمعاهد والامكانات المساعدة على التقدم الثقافي والعلمي فلا تزيد شبابها كمدا وهما.
التعليقات 2
2 pings
السقف البعيد
17/02/2017 في 10:06 م[3] رابط التعليق
اخي سالم انت كمن يدس السم في العسل ابو ياسر قامة نفتخر بها ويتعذر علينا الوصول الى مستواها وبما انك من الحذاقة والفهم فشمر عن ساعديك واتحفنا بمقالاتك لعل للرجل العذر فيما كان يعيشه ماضياً ومايعلصره حاضراً تفكيره بغير فكّر الغالبيه ….وان كان طريب عزيز عليك فهو غاليٍ علينا …الكليات والمعاهد لن يجلبها الا الافذاذ امثالك فحيا هلا وأنفش نفائسك اللغوية للمسؤليين لعلها بشارة همااال خير علينا جميعا شكراً ..للجميع ولعل صدرك يتسع للوم كما تتمنى لصدور الآخرين
محمد الجـــــــابري
18/02/2017 في 11:20 ص[3] رابط التعليق
“اقتباس من كلام الناس”
ومن ينكر أن ابن علي قمة في الصحافة والاعلام ؟!!فهو يغالط نفسه والمنصف يقرأ بحياد وينقد بحياد كذلك .