تتوق النفس لخوض السجال في سلبيات يفرضها علينا واقعنا المرير ، وتلتهج الألسن في هفوات البشر التي لا فرار لنا منها .
نستلذ كلمات الاستهزاء والسخرية بالمرء في جميع حالاته وبمختلف شؤونه ونستلطف الحديث في الصفات المذمومة على وجه الخصوص، فلماذا؟!!
لا يخلو المرء من المعاصي والعيوب فقليلها يكون جليا لنا أو يكشفه لنا ويتباهى به لأنه يدرك أن من أمامه يتصف ببعض هذه العيوب ، وكثيرها يستأثرها ويجعل لها ران غليظ ، فالأكيد أنه مدركٌ لجميع عيوبه وسلبياته ، فبما أنه أظهر القليل وأخفى الكثير فلماذا لا يفصح لنا عن بعض مما استاثره؟
غالبا ما نتكلم عن شخص غائب، يطول الحديث عنه ويزداد التهجم إن كان من نقصده يكتسي عيوب ومعاصي.. فيكثر السجال.. ويرتفع الصوت .. وتظهر علامات البراءة والتعجب.. بل يحدث تكرار مزعج للحديث عن عيوبه لعلنا نستنبط من خلال هذا التكرار عيوب أخرى، والعجب العجاب أن بعض العيوب المنتقدة في هذا المرء نتصف بها ولكن كما ذكرت تكون من ضمن العيوب المحجوبة عن البشر والفرق بيننا وبينه أنه تجلى لنا ونحن لا زلنا نختفي وسط رحى الأيام التي ستكشف الحقائق وإن طال الزمان.
وبالمقابل عندما ندلي بالكلام لامتداح شخص في صفة اتصف بها نجد الحديث ضئيلاً جدا.. خفيف الصوت.. لا نرى تكرار ولا إطالة.. وكأننا نتحدث عن أمر مخزي لا نريد اشهاره للملأ.
فإسدائي ليس لترك الانتقاد لأنه أمر لا مفر منه.. ولكن حينما يطرح الانتقاد لشخص ما في أمر قد فضح به أمام الملأ وأنت على شاكلته فلا تخوض النقد وتجنب النقاش لكي تشعر نفسك بتأنيب الضمير ولكي لا تنكشف عبر عجلة الأيام فيصبح الانتقاد لك أعظم وتكون أعجوبة للناس .
انتقد نفسك قبل انتقاد الآخرين فقبل انتقادك للصفة المطروحة ارجع لذاتك وتأكد بأنك لا تتصف بها بل تأكد بأنها لا تعتري ميولك إن لم تتصف بها . والأفضل أن تبتعد عن الانتقاد خيره وشره وقل ( أسأل الله الذي ابتلاهم أن يسترنا ويعافينا)..
د. سلطان أبو دبيل القحطاني
عضو هيئة تدريس - جامعة الأمير سلطان
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Faldh
02/10/2018 في 5:53 ص[3] رابط التعليق
درر يادكتور سلطان
(0)
(0)
Ali
02/10/2018 في 2:05 م[3] رابط التعليق
مشاء الله كلام صحيح وواقعي اسال الله ان ينفع به والله يوفقك يادكتور والى الامام
(0)
(0)
مسفر
02/10/2018 في 3:34 م[3] رابط التعليق
ابدعت يابو سعيد وكلام من الواقع والى الامام
(0)
(0)
Qhoooot
02/10/2018 في 8:11 م[3] رابط التعليق
و70 نعم يابو دبيل ♥️?
(0)
(0)
ابتهاج جماا
03/10/2018 في 2:14 ص[3] رابط التعليق
احسنت واحسنت كلام في الصميم كلاَ يرى الناس بعين طبعه
(0)
(0)
Khalid kdm
05/10/2018 في 6:42 م[3] رابط التعليق
قيادي ي دكتور
(0)
(0)