في نهاية كل فصل دراسي تبدأ جولات المرشد الطلابي بين الفصول لحصر الطلاب الذين لم يتقنوا مهارات الحد الأدنى في المواد الدراسية، وبعد حصرهم يخاطب أولياء أمورهم ليواجههم بنتائج أبنائهم المتدنية مطالباً إياهم بالحضور إلى المدرسة في الأسبوع الأخير، والخضوع لبرنامج علاجي أعده بالتشاور مع المعلمين.
وما يحدث في البرامج العلاجية لا يختلف كثيراً عما حدث في الحصة الدراسية، وإن اجتهد المعلم فإن منتهى جهده لا يتعدى تغيير استراتيجية التدريس.
الطريقة السابقة قد تحقق نجاحاً إذا كانت المهارة التي أخفق فيها الطالب معرفية محدودة، ولكنها لا تجدي نفعاً مع مهارات أخرى، فمعلم اللغة العربية في الصفوف الابتدائية العليا قد يواجه عدداً من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة وهي أهم مهارة في المرحلة الابتدائية، فأي معجزة يمكن أن ينزلها المعلم على هذا الطالب ليقرأ ويكتب في أسبوع واحد فقط؟!
إن الهاجس الذي يسكنني منذ بداية هذا المقال هو عدد الطلاب الهائل الذين يعانون ضعفاً في المهارات الأساسية (القراءة والكتابة)، وهما عماد العلم.
إن السبب الذي دعاني للكتابة هو التجربة التي وقفت عليها وكنتُ شاهداً على نجاحها، ففي المدرسة التي أعمل بها قام معلم اللغة العربية بحصر الطلاب الذين لديهم ضعف في مهارتي القراءة والكتابة في الصفوف العليا، وخصص لهم بالتعاون معي حصة دراسية كل يوم في غرفة مصادر التعلم، ثم بدأ معهم من الصفر، وعاملهم معاملة الطالب المستجد، فبدأ بتعليمهم الحروف والتشكيل والمد، مخصصاً حرفاً لكل يوم كما لو أنهم يدرسون في الصف الأول، وفي نهاية هذا الفصل اكتشفنا تحسناً واضحاً وملموساً في مستوى الطلاب، علماً أن المعلم يعزم على مواصلة البرنامج في الفصل الدراسي الثاني.
إن هذه الطريقة لو طبقت في جميع مدارسنا بإشراف مباشر من المرشد الطلابي وقائد المدرسة لقضينا على نسبة كبيرة من هذا الضعف، فهي بمثابة تأهيل للطلاب ليتابعوا تعليمهم في السنوات القادمة دون عثرة تعوقهم.
عبدالله حمد آل فحيله
a.alfuhilah@gmail.com