يقع الإنسان دائمًا بين ازدواجية الشعور ، شعور الماض بما يحمل من جمال دون النظرِ إلى تفاصيله ومشكلاته ، والشعور الآخر نحو تطلعاته المستقبلية وآماله ضمن مخاوفه ، تجده تارة يبدع ويتطور مُرحِبًا ، وتارة يترنح متشدقاً بجمال ذاك الماضي الغابر ، نحن نمر على هذه الحياة كالسحاب ، نُعطي ما لدينا ، أو نلقي بظِلالِنا على من تحتِنا، نسكُب على أرض غير ذي زرع لتُنبت لنا بعد حين ، أو نُظِل عاثِرا أنهكه الطريق ، وأرْداهُ الزمان جريح ، فكلما عَبرنا سأل سائل : ماذا لو بقينا في الماضي ، ماذا لو لم نتقدم خطوة ، ماذا لو عادت الحياة إلى سابق معطياتها بكامل صورتها ، وأدق تفاصيلها ، والسؤال الأهم في اعتقادي : ماذا أخذت من الماضي ؟!
لو أجبت على هذا السؤال قد أجزم مسبقًا, أن أهم جواب لدى الجميع سيكون " أخلاقُنا " ،بما تعني هذه الكلمة من مدلولات ومعاني.
ما يُتاح لنّا الأن هو ماكنّا نتطلّع لهُ سابقًا ، وندعو بعبارات رنانة له ، عازمين وجازمين أننا نُريد التطور والتجديد ، وتسهيل الأمور ، وما إن أصبنا نصفهُ أو بعض منه حتى رفعنا رأيه الاستسلام نُريد الماضي ، ونهلنا على حاضرنا بالشتائم ، وخلقنا الف عذرٍ لرجعة ، وإقامة حرب علنية معه ...
هل أدركت الأن مدى التناقض ؟؟!
ونحن ندور في دائرة هذا التناقض ، مفتشين وباحثين عن ضي يلوح لنا في الآفق بحل ، إليك وبكل بساطة حل يسير وقناعة دائمة ، ومبدأ ثابت ...
"هي الحياة ُماضية ولن تقف عجلة الزمان، فحمل من ذلك الماضي كل طيب وخلق نبيل، وعش حاضرك بكل جديدة وأدق تفاصيله....لا غنى لنا عن ذكرياتنا ولا تنازل عن طموحاتنا.
بقلم : عائشة القحطاني
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو سحر
17/03/2019 في 1:30 م[3] رابط التعليق
م حصلت كلام يوصف ابداعك …ابدعتي استمرررري كلام من واقع نعيشه … نموذج نفخر به
(0)
(0)
سي عبود
17/03/2019 في 1:36 م[3] رابط التعليق
عمود جميل نتمنى ان يستمر (ابدعتي ف تالقتي بكتابتك ولمستي روح المتلقي) الى المام وفقك الله ??
(0)
(0)
مثقفه
17/03/2019 في 1:37 م[3] رابط التعليق
ماااشاء الله تبارك الرحمن ابدعتي بكل حرف وكلمه .واصلي طريقك .انت فخر لنفسك ولاهلك ولقحطان ولكل من حواليك وفخر لكل قاري..الله يوفقك وييسر لك امرك ويحفظ لك كل غالي
(0)
(0)
خيرية زاحم
17/03/2019 في 2:32 م[3] رابط التعليق
مقال رائع .. بالتوفيق ?
(0)
(0)
الجوري
17/03/2019 في 10:42 م[3] رابط التعليق
رائع أبدعتي إلى الأمام يالغالية
الله يوفقك
(0)
(0)
إيمان
18/03/2019 في 12:57 م[3] رابط التعليق
أبدعتي و تألقتي في وصف أحد صراعات النفس بين تعلقها بالماضي و تطلعها للحاضر.. استمري في إبداعك وفقك الله ?
(0)
(0)