الثلاثاء 3/25/ 1438هـ
الساعة الثالثة ظهراَ
تجمهر لمجموعة من الشباب لأمر مريب في أحد أحياء الرياض
يعقبها مطاردة ثم مضاربة
ضربة موغلة في رأس هاني بواسطة آلة حادة
تدخَّل الجيران ونقلوا المصاب إلى المستشفى
بينما قام والد المعتدي بأخذه إلى مركز الشرطة
.....
الساعة الخامسة
يعود الأب إلى بيته
يخبر بأن هاني في المستشفى متأثراً بضربة في الرأس
ثارت ثائرته
نفذ عن ذراعيه
وأعتزى بأخته المصونة
وبقبيلته العظيمة
طلب من أبنائه الباقين الحضور
ومن أبناء عمومته التسلح والاستعداد للهجوم
ثم سأل عن الضارب ومن يكون؟
فتأتيه الإجابة سريعاً فلان بن فلان الفلاني من أهل الحارة
....
هدأ روعه
وتنفس الصعداء
قال بعفوية: أشوى!!
تعوذ من إبليس ثم أردف قائلاً: لا حول ولا قوة إلا بالله
مد يده إلى جيبه وأخرج هاتفه
طمأن أبناء عمومته وأولاده
وخرج مسرعاً إلى مركز الشرطة
وكتب تنازلاً خطياً غير مشروط
وأظهر المعتدي من التوقيف بل وأعاده إلى منزل والده
......
الساعة التاسعة مساء
يظهر المضروب من المستشفى
ويتوافد أهل الحارة وأهل المعتدي ومن في المنطقة من أقارب المضروب
يتناول الجميع وجبة دسمة تخللها المديح والإشادة بالعفو والصفح وأن والد المجني عليه رفع اسم قحطان عالياً وسجل فعلته بمداد من ذهب، بل سجل سابقة حصرية كونه فضل إخراج المعتدي على زيارة هاني في المستشفى، يقوم الشاعر الجهبذ الكبير من أبناء عمومة المضروب ويستهل قصيدته العصماء قائلاً:
بيض الله وجه راعي الجميلة +++ اللي مجملنا عند لجنابي
....
الثلاثاء 3/25/ 1439هـ
الثالثة ظهراً
يتوافد طلبة ثانوية المحافظة على الملعب الترابي الشهير في البلدة
تبدأ المباراة بين الفريقين
ازداد الحماس بعد تسجيل الكابتن هادي للهدف الأول
تبدأ هجمة ثانية ويكاد هادي أن يسجل الهدف الأول لولا تدخل مهدي في الوقت القاتل
تدخل كان عنيفاً ولكنه غير مقصود
يسقط هادي على الأرض
حاول أن يتوقى ذراعه ولكن رأسه ارتطم بالأرض
أصيب بنكفة بسيطة في طرف جبهته
وتورم بسيط في جزء آخر
وقطرات بسيطة من الدم على ملابسه
لم يعرها أي اهتمام
واصل المباراة وتألق فيها
عاد مسرعاً لأهله بعد أن أوصل صديقه مهدي إلى قريتهم المجاورة
.....
الخامسة عصراً
يعود هادي إلى منزله
تلمحه والدته مسرعاً إلى غرفته
يسقط الإناء من يدها
يصيح الولد الصغير: "هادي فيه دم"
تتعالى الأصوات وتختلط
إلا أن صوت الأب كان كفيلاً بإسكات الجميع!!!
من الذي ضربك "ياحرمان"؟
.......
الساعة التاسعة مساء
حالة استنفار عظمى بين ثلاث قبائل
قبيلة تستجير وتطلب الستر
وقبيلة لبست عباءة الدولة وحفظ الأمن
وقبيلة تتهرب من الجيرة وتزبد وترعد
مدير الشرطة يأمر بمرابطة أفراد المركز والمراكز المجاورة
المحافظ يعود لمكتبه ويطلب المساندة والمشورة من أبها.
....
الأربعاء
ولنا موعد مع أحداثه.....
بقلم / حسين بن علي الفهري
التعليقات 3
3 pings
ناصر الدريس
28/03/2019 في 1:19 م[3] رابط التعليق
مرحبا ابا ياسر..
مقال موفق،
ردود أفعال واجمة مذهولة!
ما فيه مجال او ثغرات، يلج منها الجمل..
لكن.. في الثمانيات..
لمن كان له قلب..
تذكرت ابن جار من احدى قبائلنا، اصيب في مضاربة مع ابن جار اخر من غيرنا..
وفي الطواري كان اب واخوة الابن المعتدي حضور معنا ويسعفون ويعتذرون! وحنا زي الالف! ما حركنا ساكن..
مسكين حق الاقربين.. أنكرناه وجحدناه في مواقف يتوجب بروزه وحضوره فيها، أكثر من غيرها..
شكري وتقديري للاستاذ حسين الفهري،
الحاضر في أوساطنا في أكثر من مجال..
لكنه حضور برسالة وقيمة..
(0)
(0)
ابو نواف ال خاطر
28/03/2019 في 10:52 م[3] رابط التعليق
– أتسال فقط أليست قبائل منطقة عسير كقبائل المملكه الاخرى مثل ( عتيبه – سبيع – مطير – شمر – حرب – وغيرهم نعيش في وطن واحد أم ماذا !!!!؟؟؟؟؟
وأتمنى تكملة هذا المسلسل الدرامي الذي نجحت وأبدعت في إخراجه لنرى نهايته –
شكراً أبا ياسر ✋?
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
30/03/2019 في 6:46 م[3] رابط التعليق
الأستاذ حسين الفهري مشكوراً من أكثر المثقفين المهتمين بالشأن المجتمعي العام .
وله وقفات شجاعة وبحوث ومقالات تحليلية وتفصيلية لواقع الحال ..واليكم رابط
مقال سابق لــ أبا ياسر عام 2012 م….أدعوا الجميع قراءته للفائدة العامة…..
https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=73532
تحياتي
(0)
(0)