العطاء كلمة كبيرة لا حدود لها وقد قال هيراقليطس عن التطور والتغيير "الشئ الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير المستمر" فعلا التغير يحدث اما من الفرد نفسه او من اشخاص اخرين يؤثرون عليه فيتغير سلبا او ايجابا دون ان يشعر بذلك , وانا من هنا ابعث برسالتي الى أُناس غيروا من طريقة تفكيري , وشخصيتي وهم ليسوا من الوسط العائلي المنزلي ولكنهم من الوسط العائلي التعليمي. لن اقول لهن شكرا لأنهن لا يستحققنها بل سأقول سطوراً فيهن ربما أرُد جزءا من ذاك الحب اليهن , إنهن استاذاتي العزيزات من قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود كالدكتورة حصة المفرح , هند المطيري , ميساء الخواجا , عزة الغامدي, و امل التميمي .
سأحدثكم اولا عن الدكتورة حصة المفرح كانت اول شرارة امل في التغيير داخل القسم النسائي ؛ وذلك لأنها لم تتبع النظام الكلاسيكي في التعليم , بل اتبعت نظام تطوير مختلف من خلال اعطاء المعلومة المهمة والمفيدة للطالبة - حيث كان التعليم يعتمد على محاضرة مطولة مملة وقليلة الاستيعاب لدى الطالبة وفي اخر الدرس تُملي الدكتورة او الاستاذة على الطالبة المحاضرات كاملة وعلى الطالبة ان تتعب وتشقى في الكتابة وحين موعد الامتحان على الطالبة حفظ ما قد تم تدوينه مسبقاً ومحاولة استنتاج ما قد يأتي بالامتحان و الذي ربما لن يأتي .
وبحضور شمس جديدة اشرقت على قسم اللغة العربية ذات حياء العروس وذات نشاط وعلم ينتفع به والتي اكتسبت شهرة كبيرة داخل مبنى الآداب وهي هند المطيري حيث وجدنا لدى شاعرتنا نمطا آخر من التعليم , ولكن هدفها كان مثل هدف الدكتورة حصة المفرح وهو استيعاب المعلومة وفهمها واثراء المحاضرة بالمعلومات المفيدة التي تخدم الطالبة من خلال دقائق الاثراء المعرفي والبحث عن المعلومات من خلال شبكة الحاسب الالي او استخراج الاخطاء اللغوية الموضوعة داخل الاعلانات الجامعة وكتابة نصوص مسرحية ...وغيرها من الانشطة .
ولن انسى الدكتورة التي رغم علمها وثقافتها واناقتها فإنها تحمل مشاعر براءة الطفلة المدلله وهي ميساء الخواجا فقد كنت استمتع كسابقتيها بمحاضرتها التي كانت تحمل كم هائل من المعلومات المثيرة والغريبة في الشعر على مدى تطوره وانواعه.
هذا بالإضافة لدكتورة الحزم عزة الغامدي فهي التي امدت طالباتها بالمعلومات واختصار الوقت والجهد ايضا لطالباتها ؛ لأنها كانت تريد ايصال المعلومة لدسومة المادة وكثرة المعلومات فيه وتشابكها وعمقها .
اما عن صاحبة الشهرة في بناء الندوات الصفية التي تقوم بها الطالبات قسم اللغة العربية من بحوث وعروض وتمثيل واعداد وتنظيم ... فأننا نتحدث عن الدكتورة امل التميمي و التي سطعت ايضا بسرعة من خلال انشطتها .
وغيرهن الكثير من الدكتورات والاستاذات اللاتي يساهمن في استمرارية بناء هذا القسم الا انني اقترح ان يعطى لاحداهن منصب اداري مميز لكل واحدة منهن لأنهن فعلا ستحققنه لكونهن مثابرات وناجحات ومجدات , وقد رأيت الدكتورة عزة عندما وليت بمنصب ارشادي كانت على قدر من العزم واهم ما يميز الأستاذة عزة هو أنها تجلس مع الطالبات بجلسة حوارية حين تجعل له يوما وهذا أمر في غاية الروعة .
والدكتورة ذكرى القبيلي التي أيضا بجمال أخلاقها وقلبها وقربها من طالباتها النابع من أسلوبها المميز بالتعليم وحب الاختلاط بالطالبات ومعاملتهن كبنات لها جعل منها القريبة المحبوبة.
واخيرا قد ساهمت كل استاذة في القسم في السنوات الاربع الاخيرة بشكلً ملفت وسريع من خلال اظهار مواهب الطالبات الكتابية والبحثية وحتى التمثيلية وهذا هو التطور التعليمي المطلوب ولن ننسى ان نقول انهن يحظين بالأخلاق العالية وحسن الانصات والتواضع قبل علمهن واقول كما قالت سونيا جونسون "شخص واحد عاقد العزم يمكن أن يقوم بعمل تغيير كبير ، و مجموعة صغيرة من الأشخاص عاقدي العزم يمكنها أن تغير مسار التاريخ" .
أسماء محمد الجرباء