قال تعالى في سوره فاطر" إنما يٙخشى اللهٙ من عباده العلماء " ، العلم أمانة لدى علماء الجيولوجيا والفلك والأحياء والرياضيات .... وغيرها الكثير من العلوم التي أُكتشفت عن طريق علماء سابقين ومعاصرين ؛ بحيث أن هذه العلوم قد خُلدت على مر العصور سواءاً في العهد الاسلامي او قبله .
نعم، فقد بُدأ إكتشافات الكواكب وظهور الهندسة منذ العصر الفرعوني وعلم الفلك في العصر البابلي ، وأفلاطون في اليونان كان يسعى لإثبات نظرياته ويضع القوانين الفيزيائية التي في وقتنا اكتشفنا بفضل من الله ثم العلماء أن بعض من هذه النظريات كانت خاطئة، ولكن الناس في اليونان كانوا يعبدون شيئا اسمه افلاطون ولأنه عالم يعتبرونه لا يخطئ .
وفي عصرنا الحالي صُححت أغلب النظريات لدى العُلماء بظهور التكنولوجيا الحديثة كالمجاهر، وآلحاسب الالي، والاقمار الاصطناعية ، وصعود رواد الفضاء الى الفضاء والوقوف على الكواكب والتعرف على مجراتها . كل ذلك اسهم ببقاء العلوم وايضا من خلال تداول النظريات التي طُرحت من قِبل علما سابقين .
فمن العلماء العرب السابقين، الشيخ الرئيس ابن سينا هو هرم العلوم ؛ لأنه عالم في الرياضيات ،والاحياء، والتشريح والطب عموماً، والفيزياء، والكيمياء، والفلك، والادب ، كذلك ابن الهيثم له انجازات كثيرة في العلوم الرقمية( الرياضيات)، والفيزياء، وطب العيون، وقد تميز بأختراعات من اشهرها الضوء ، ولا ننسى صانع الاسطرلاب محمد الفازاري .... وغيرهم الكثير من العقول .
أما العلماء المُحدثين فلهم نصيبٌ مما ترك سابقيهم ومشوا على خُطاهم مكملين مسيرتهم كعالم الكيمياء مصطفى السيد الحاصل على قلادة العلوم الوطنية؛ التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم وقد حصل عليها بناءا على انجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقاتها لعلاج مرض السرطان ، ومن ثم لا نبتعد عن تشارل العشيّ عالم فضائي له اكثر من ٢٣٠ دراسة في أبحاث الفضاء واستكشاف الارض .... وغيرها ، ولا ننسى العالم الشهير الدكتور احمد زويل الحاصل على جائزتين وهما الاولى جائزة" بنيامين فرانكلين" لإكتشافه العلمي المعروف " ثانية الفيمتو" وهي اصغر وحده زمنية في الثانية ، أما الجائزة الثانية هي جائزة نوبل في الكيمياء عام ١٩٩٩ ، أما العقل الآخر فهو فاروق الباز حاصل على ٣١ جائزة علمية ... وغيرهم الكثير من أسماء العقول التي أشتهرت بعلمها وانجازها أسهمت ببناء الطفرة العلمية ولكن مع الاسف اغلب هذه الاسماء احتضنتها دول أجنبية ووفرت لهم كل ما يحتاجونه للعلم .
حينما قرأت قوله تعالى: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ايقنت أن العلم ليس حِكراً على ذوات العقول فقط ، وانما لجميع الأفراد مهما كان مستواه الفكري او العقلي وكل فرد يسعى إلى العلم والمعرفة يستحق أن يكون صاحب أمانة العلمية وقال تعالى:" وقل ربِ زدني عِلما" وذلك أن العلم وسيلة الى كل فضيلة وخير علمٍ هو الخُلُق .