ترجّل الفارس عن ضجيج الحياة ..
و غاب البدر ليلة التمام ..
ترجّل الفارس عن صهوة السنين ..
و غاب بين النصايب ..
وآرى جسده الثرى ..
و أبقى علمه الطيّب بين الورى ..
عاش كالطود الأشمّ يعانق السماء ..
رافعاً يديه ليصافح الأمل ..
عاصرَ الزمان بفصوله و المكان بتضاريسه ..
سطّر قصة ذَلِك الرجل والجبل ..
ذلك المكان الذي فيه نُسجت تفاصيل القصة وبذات المكان انتهت الأحداث ..
رحلَ بتلك الملامح المثقلة بسُنّة كونية ..
وجسد كأنه الحسام ..
أعلن الرحيل وخلع العباة ..
وارتدى بيض السحاب ..
وأودعناه بأيدينا ..
وقلوبنا مليئة بالحزن والأسى ..
ولكن عزاؤنا أن هذه سنّة الله في خلقه ..
هكذا كُتبت نهاية البداية ..
وبدأت بداية النهاية .
رَبّــي اتاك عبدك ولسان حاله يقول :
أحببت لقياك حسن الظن يشفع لي **
أيرتجى العفو إلا عند غَفَّارِ ..
اللهم اغفر ذنبه ..
واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
أ . حسين بن علي أبوعيبه