وحيد، رضوان، عبد الرزاق، خالد، وفاء، محمد، عبد الكريم ....... سلطان. رحلوا جميعهم من غير ميعاد ، رحلوا بجميل عطائهم، ابتسامتهم، كلامهم، فرحهم، خبرتهم، علمهم، جمالهم .. لم يدعو شيء .. سواء ذكرهم وأخلاقهم ..
يقول الله عز وجل " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ " سورة الرحمن.
.. لشيئاً ما تراه .. تبقى بشاشتهُ .. يبقى الإله ويفنى .. المال والولد ُ ..
ذُكرَ أن وزيراً كان عظيم القدر، كان ممن يجالس داوود عليه السلام ثم جالس سليمان عليه السلام، فدخل في يوم من الأيام رجل على سليمان يسلم عليه، وكان هذا الرجل ينظر بنظرات مريبة إلى هذا الوزير ، فلما خرج الرجل قال الوزير وهو فزع " يا نبي الله من هذا؟
قال : لم ؟
قال : والله قد أحالني وأرعبني!
قال : هذا ملك الموت ! فقال الوزير : يا نبي الله ، أسألك " بكذا وكذا " بأن تأمر الريح أن تحملني إلى الهند ، قال يا رجل لا عليك ! قال سألتك بالله . - وكانت الريح غدوّها شهر ورواحها شهر، ما يقضيه الناس بالسفر لمدة شهرين تقضيه الريح بمده أقل من يوم - فأمر سليمان عليه السلام الريح ، فحملته في الضحى حتى اوصلته إلى الهند ، فلما كان من غدٍ دخل ملك الموت ، إلى سليمان عليهما السلام يسلم عليه كما كان يفعل ، فقال له سليمان : قد أفزعت صاحبي أمس ، لماذا كنت تنظر إليه بتعجب ؟ فقال يا نبي الله ، لا تلمني فإني عجبْتُ من بقائه عندك ، وأنا أمرت بقبض روحه بعد الظهر في الهند ، قال سليمان : فماذا فعلت ؟ قال ذهبت إليه بعد الظهر وإذا هو ينتظرني في الهند ، فقبضت روحه . - " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان
" اصبر لمرِّ حوادث الدهر ... فلتحمدنَّ مغبّة الصبر ... وامهد لنفسك قبل ميتتها ... واذخر ليوم تفاضل الذخرِ ... فكأن أهلك قد دعوك ... فلم تسمع ، وأنت محشرد الصدرِ".
فيا صديقي الحبيب ، عندما نتذكر " الموت " علينا أن نعيد حساباتنا مع أنفسنا ، ماذا قدّمنا وماذا سنقدم ؟ فالموت يدفعنا إلى العمل والإجتهاد والإحسان ، لنلقى ما قدّمت أيدينا عندما نلاقي الله ربنا ، فالله رحيم ، بصير ، عليم ، والله سبحانه يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هُريرة رضي الله عنه " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ".
مقال الْيَوْم دعوة للتغير والمحاسبة، دعوة لعدم التأجيل ، افعل من الخير الكثير الكثير. رحم الله من صنع على شفاهنا البسمة والأمل !
صرير قلم : الْيَوْم أنا أكتب مقالي وأنت تقرؤه ، أمّا غداً فلا أضمن لك .. فلا تنساني من دعاءك !
التعليقات 1
1 pings
حياة {ام عادل }
12/12/2017 في 11:27 ص[3] رابط التعليق
قصة معبرة ومؤثرة نسأل الله حسن الخاتمة
(0)
(0)