الأب هو الكائن السحري الذي يهبك كل مصادر القوة والنجاة والطمأنينة وإلاستناد من كل أمر قد لا ترضاه ولاتحبه، والساعد الذي لن يخيب بمسكة يدك، والطبيب في حال تعبك، والأفراح في حال فرحك، الأب هو أعظم من كونه شخص ترتبط به في النسب أو الشبه هو الذي سخر كل قواه وخبراته ليراك باسماً متبسماً.
ربيع الأول 1439هـ .. فقدت جزء من نفسي "أبي" وللحظة الأولى عندما سمعت خبر وفاتك أنهرت وأردت الأرض أن تخرجك من بطنها بكيت حتى شعرت أني بالكاد ألتقط أنفاسي.
شعرت أن قلبي تشتت وانتثر انا حتى الـ٢٠عاماً عشت بين ذراعيك أنا كنت أتكدس في حضنك لأحتمي بك مماقد يصيبني.
عندما أراك وأرى تبسمك واحتوائك لي أشعر بأن الدنيا كلها تنقاد لي طوعاً ورغماً عن أنفها، أنا اليوم أعلم أن أمنيتي تكاد تكون مستحيلة ولكنني على أمل سماع صوتك أو حتى رؤيتك وأتمنى أن ماعيشته في الأيام الماضية كذب. أعلم أن كل هذه الآمال قد تخيب بها الظنون ولكن يغلب على قلبي أن ينتظر رسالتك أو حديثك أو حتى صوتك، كل كلماتك لازال رنينها بصدري حتى أنشودتك لي منذ طفولتي وأنا أرددها، كل تلك الضحكات لي والحديث معي عن أعمالك وأصدقائك وطريقة تشجيعك لي، وحديثك معي عن كل مواجعك وكل الآمك، والمشورة التي كنت أربحها في نهاية كل حوار معك، أنا افتقدها أو بالأحرى أنا افتقد أبي وأخي وابني ونفسي، أنت الساكن بقلبي وروحي المتمكن جداً من شرياني، أنت العظيم الذي لن يزول من كل جوارحي أنت الذي لازلت ماكث بي أنت قلبي وحسب.
أبي ..
أعاهدك أن لا أتخلى عنك وأن أستشعر وجودك منذ بداية يومي حتى نهايته وأن أحكي لك كل همي وكل أمر ألم بي. وأن أحيا لاسمك ولكيانك الصادق المعطاء أن ابقيك حيّا داخل روحي وبين فؤادي أن أذكرك في قيامي وقعودي، ستحيا بقلبي أكثر من ذي قبل، روح وريحان وجنة نعيم لروحك الطاهرة.
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Malak
13/12/2017 في 12:35 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويدخله فسيح جنانه ويربط ع قلبك ي رهف???
(0)
(0)
someone
13/12/2017 في 1:17 ص[3] رابط التعليق
اهني كل حرف انكتب بواسطتك ??
(0)
(0)
عهود القحطاني
13/12/2017 في 1:53 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويصبركم على فرقااه ياارب ويرحم ابوي
ويجمعناا بهم في جنات النعيم ????
(0)
(0)
نور..
13/12/2017 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
اسال الله العلي العظيم ان الله يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه وينور قبره ويجمعن واياكم بمن فقدنا ف جنات النعيم ?..
(0)
(0)
M
13/12/2017 في 7:54 ص[3] رابط التعليق
عندما قرأت كلماتك تذكرت شعوري بعد فراق والدي ..نفس الالم ونفس الموقف تكرر ،، اسأل الله العلي العظيم ان يجبر قلوبكم جبرا يليق به ويرزقك صبرا وسلوان كما رزقني ورحمني ،، استمري في الدعاء لوالدك وابقيه حياً بدعاءك
(0)
(0)
رولا
13/12/2017 في 2:24 م[3] رابط التعليق
أبي عظيم ، أبي و إن غاب لا يُمحى أثره ولا يُنسى صوته ولا تغيب رائحته (يبقى العظيم عظيماً وإن رحل )❤️
الله يرحمه ويغفر له ويجعله في الفردوس الاعلى من الجنه .
(0)
(0)
وعد
13/12/2017 في 3:00 م[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويسكنه جنات النعيم ويجعه من الذين يدخلون الجنه بلا حساب ولا عقاب
(0)
(0)
منال
13/12/2017 في 5:39 م[3] رابط التعليق
كمية ابداع في صياغة المقال اهنييييييك على هذي الموهبة
(0)
(0)
Soso
22/12/2017 في 1:42 ص[3] رابط التعليق
انا ماعمري شفتك ولا اعرفك ولكن صيت ابوك الطيب هو اللي خلاني اعرف انك بنته ،يحق لك تحزنين ويتفطر قلبك على شخص مثل أبوك
الشخص الخير والطيب والحبيب وتريه يحبك ودئماً يتفاخر فيك لأنه
عارف انك كفو وقدها ..اسأل الله ان يجبر قلبك يابنتي والله انه فقد لنا كلنا
(0)
(0)
سعدى
05/01/2018 في 11:55 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويغفر له ما قدم وما اخر
حبيبيتي رهف ورولا
وامكم الرااااائعة
اسأل الله ان يجبر قلوبكم ويربط عليها بأمره وتقديره
من اروع طالباتي اللي درستهم
ومقالك ينبع عن حس فني رائع واصلي في ابقاء ابيك حياً بالدعاءوالذكر الحسن
ونعم التربية وهنيئاً لها هذه الابنة البارة
(0)
(0)