في استطلاع لإحدى القنوات سُئل بعض الأجانب عن الدول العربية التي يتمنون زيارتها في حياتهم لو تسنح لهم الفرصة، فتعددت خياراتهم ما بين دبي والمغرب والجزائر، وكان لمصر العدد الأكبر في الاختيار، فرغبتهم كبيرة في زيارة الأهرامات،وكيف تشكل لهم حضارة عظيمة وعريقة، تستحق الزيارة والاطلاع.
وأجد في قولهم صحة ، فالأهرامات رمز يدل على مصر في كل العالم، وفي زيارتي لها وجدتني مذهولة من شموخها وثباتها،وقدرة الإنسان قديما على حملها ورفعها كل هذا الارتفاع، وبمنتهى الدقة تجدها مرتبة ترتيبًا هندسيًا عجيبًا، وتكتمل الدهشة بلمس الحجر الذي بنيت منه، فلا تعرف ماهيته وقدرته على البقاء رغم آلاف السنين…فالأهرامات تعد سرًا ظل لسنوات عديدة مجهولا، والنظريات التي قيلت بشأنها كثيرة، منها أن هناك
عمالقة بنوها، وآخرون قالوا: " إن الأهرامات بنيت من قبل الجن" والكثير من النظريات والتفسيرات"
فإذا كان الهرم يبلغ ارتفاعه أكثر من مئة متر، وهناك الهرم العظيم! فالهرم خوفو يبلغ ارتفاعه مئة وستة وأربعين مترًا، فكيف يمكن للإنسان أن يحمل هذه الحجارة من هذا الارتفاع العالي؟! و كيف تمكن من صقل أسطح الحجارة دون أن يترك فراغات؟ في القرن الواحد والعشرين تمكن العلماء الأمريكيون من كشف هذا السر، وذلك بأخذهم لعينات من الهرم الأكبر، وإخضاعها لتحليل في مختبراتهم بالولايات المتحدة الأمريكية باستخدام المجهر الإلكتروني، والذي يقوم بتكبير الصورة لأكثر من مئة ألف مرة، وكانت المفاجأة أن الحجارة التي صنعت منها الأهرامات حجارة غير طبيعية، وإنما مصنوعة صناعة يدوية، فقد لاحظوا وجود كمية من الماء داخل الحجارة بنسبة أعلى من الحد الطبيعي، ووجدوا فقاعات هواء، هذه الفقاعات تدل على أن الحجارة تجمدت بسرعة أي أنها غير طبيعية، فخرجوا بنتيجة، أن الفراعنة بنوا الأهرامات من خلال صب الطين في قوالب خشبية،أي أنهم استخدموا الطين لهذا الغرض، ولكي يضمنوا إعطاء الشكل والصلابة لهذه الحجارة استخدموا الحرارة.
وقد تم نشر هذه الحقائق في المجلات الأمريكية، ونال البحث على اعتراف كثير من العلماء، فكانت الحقائق أن الأهرامات بنيت من الطين، وأن الفراعنة استخدموا النار الحارة أو الشوي لصناعة هذه الحجارة، والتي صبت على شكل قوالب. لهذا نجد أن العامل لم يكن بحاجة لرفع حجر يزن خمسين طنًا، إنما كان يرفع القليل من الطين ثم يصبها ضمن القالب الخشبي، ثم ينتظر حتى تتصلب المواد، ثم يصب حجرًا آخر حتى اكتمل الهرم.
وفي الإعجاز العلمي نجد أن القرآن ذكر هذا الأمر بدقة، فيقول تعالى:(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰإِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) القصص 38
لقد أخبر فرعون وزيره هامان بالتقنية المستخدمة في بناء الصروح العالية مثل الأهرامات وغيرها؛ فأوقد لي ياهمان: أي استخدم الطين مع الحرارة لبناء هذا الصرح العالي. وهذا آخر تفسير قيل بشأن بناء الأهرامات.