مسلسل هروب الفتيات وإن كانت بنسب لا تكاد تذكر إلا أنها أصبحت مادة إعلامية مهمة لضرب المجتمع السعودي وتشكيكة في ذاته من خلال دول ومنظمات يعلمون جيداً أن متوسط الأعمار في السعودية صغير جداً فيصبح من السهل تشكيكهم في معتقداتهم وخلخلتها والإستفادة منهم في أغراض سياسية ودينية كذلك.
ولكن عندما نتعمق ونبحث عن سبب هروب فتاة ما نجد أن أهم الأسباب تدور حول مصطلح "الحرية" الذي عجز أن يشرحه لهم الكثير من الكتاب،و رجال الدين المعتدلين والمفكرين في بلادنا، فظهر لنا "الفكر القاصر" الذي أختزلها في حرية اللهو والإبتذال وتحت عبارة "افعل ما شئت أنت حر".
دعونا نتعمق أكثر ونتسأل..هل هناك منع للحريات في السعودية؟
الجواب هو لا...ولكن هناك ضبط للحريات وفق ضوابط الدين الإسلامي...والدليل أننا لم نسمع يوماً بهروب فتاة ما من أجل التعليم أو العمل، أو بحثاً عن مكان أمن من الحروب والفتن، أو لإشباع حاجاتها الأولية بدأً من حاجاتها الفسيولوجية إلى حاجات تحقيق الذات...
إذاً هل من يستقطبون الهاربات هدفهم السعودية في المقام الأول؟
الإجابة نعم... دينياً لأنها رمز الإسلام وراعية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.... أما سياسياً فلأن السعودية قطعت علاقتها معهم فيريدون التكسب السياسي أو ما تفسير أن يتم التدخل من خلال قيادات رفيعة المستوى في قضية عائلية!!
إذا نستنجح أنه هروب من حياته ضابطة إلى حياة منفلته بلا رؤية ولا هدف أو رسالة ..والدليل أن هناك أكثر من 27500 مبتعثة سعودية تدرس بالخارج, والبعض منهن يعمل كذلك ومع ذلك يحاولون إبراز هويتهم السعودية في كل محفل سواء في الزي أو التصرفات أو حتى في تعديل التنميط السيئ الذي صنعه الإعلام عن السعودية....لماذا لم يهربوا وهم من عاصر الحياة في السعودية وفي تلك الدول؟؟
هل هروب هذا "الفكر القاصر" من السعودية يسئء لها في شيء...؟ من وجهة نظري لا!!!
بل يزيدنا شرف أن السعودية أصبحت البيئة الوحيدة الصالحة لتربية جيل محافظ واعي معتدل ومتعلم، فمن يهرب من محيط حيوي ونظيف ويتسع للجميع إلى مستنقع فكري عفن، يتحمل مسؤولية تصرفاته لأنه شخص حر، يفعل كل مايريده ولكن مقابل ثمن باهظ جداً لا يتخلى عنه الإنسان العاقل..وهو الوطن، الكرامة، والإنتماء، وقد يكون الدين أحياناً!!
ورغم ذلك ماتزال السعودية العظمى تعاملهم بكل شفقة وحكمة، مع أنني مع أن تتم معاقبة كل من يحاول لوي ذراعها أو إظهاراها بشكل مشوه، حتى يحقق ملذاته "الشخصية"مستفيداً من خصوصية السعودية وحساسية الأسم وأهميته عند الكثير من الدول بالذات المعادية لنا...وهاهي السعودية تثبت لنا مجدداً أنها دولة عظيمة بأفعالها وذلك بعدم الإلتفات إلى دولة بحجم كبير جداً وبتصرفات صغيرة رعناء.
إذاً ماهو السيناريو المحتمل الذذي ستقوم به الدول الحاضنة "للعقوق" في التعامل مع مثل هذه القضايا؟
أولاً سوف يتم استقطاب هؤلاء الهاربات وإظهارهم للعالم أما ضحايا أو أبطال، من خلال الإعلام وبشكل شبه مستمر حتى يتشرب العالم هذا الحدث وجعله قضية الساعة.
ثم يقومون بعد فترة بحرق تلك الكروت أما بالإهمال أو الإقصاء والشواهد كثيرة لحياة من سبقوهم والتي أبتدأت بفكرة خيالية وانتهت بمأساة.
ولكن كل ذلك لا يدعونا للوقوف مكتوفي الأيدي بل علينا أن نوجد الحلول والتي أوجدت بعضها ولعلك أيها القارئ الكريم تضيف عليها.
أولاً: الإهتمام بالتعليم الذي يشجع التفكير الناقد والذي يتضمن مناهج معتدلة تغذي فكر وفضول الطالب وتبرز مهاراته وقدراته.
ثانياً: ربط أهداف الطالب برؤية المملكة 2030 مع الحفاظ على هويته السعودية وثوابته الدينية "هنا نعد جيل قوي لا تستميلة تغريدة مضلل أو خائن".
ثالثاً: عدم رفض الأفكار الجديدة والمفيدة لأننا نعيش في دولة شابة يبحث شعبها عن كل جديد ويتطلعون إلى حياة تختلف عن حياة من سبقوهم سناً.
"أنهم يملكون من المهارات والمعارف والقدرات أضعاف ما نمتلك" لقد سبقونا من غير المعقول العودة للوراء!!
رابعاً: تمكين المرأة السعودية بشكل أكبر " من خلال خلق نماذج هامة داخل السعودية، لتكون قدوة ومثال لتحقيق الطموح والإعتدال وعدم التمييز بين الجنسين لنظهر كما يجب أن نكون شعب معتدل طموح ومحافظ لأن "غياب النموذج يلغي المحاكاة الداخلية ويستبدلها بمحاكاة خارجية " فلنحذر!
د. مها بنت شعلان
@Dr_alq_