أربعون عاماً من العمل في مجال التعليم عاصرت فيه الألاف من الطلاب والمعلمين بمختلف مستوياتهم وتوجهاتهم، أربعون عاماً أفنيتها معلماً وكان هدفي الإخلاص في عملي ما استطعت، أربعون عاماً وانا اخدم وطني بكل تفان تشرفت بتدريس الالاف من مَن يخدمون في كل المجالات فمنهم الطبيب والمهندس والضابط والمعلم وحتى الدكتور الأكاديمي وغيرهم، وأتشرف بأني ساهمت ولو بجزء بسيط في تأهيلهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، أربعون عاماً وضعت نصب عيني أن أعيش أنا وعائلتي حياة كريمة، أربعون عاماً وانا أضع مصلحة الطلاب من أولوياتي، أربعون عاماً مضت بسرعة وكأنها بدأت بالأمس القريب عشت معلما بشرف ولله الحمد ولم يأتي يوماً تجاوزت حدودي كمعلم عملت بقدر ما أستطيع بإخلاص وقبل ذلك خوفا من الله والآن وبعد تلك الحقبة من الزمن أتوقف عن الركض في هذا المجال ولكن الحياة مستمرة أسأل الله طول العمر فيما يحبه ويرضاه. (رسائل):
١- إلى أم أحمد مهما عبرت وكتبت فلن أوفيك حقك فقد كنتِ المعين الأول لي بعد الله فيما وصلت إليه فلك مني كل المحبة والشكر فجزاك الله خير الجزاء واصلح لك النية والذرية.
٢- إلى أحمد وأخوانه لقد تعبت من أجلكم وسهرت الليالي لأوفر لكم الحياة الكريمة فوصيتي لكم الحفاظ على المبادئ والقيم التي زرعتها فيكم.
٣- إلى أخواني وأخواتي عشنا صغاراً في كنف عظيم وتفرقنا على كبر ولكن المحبة والتقدير تبقيان ما بقي الدهر لقد كانت دعواتكم لي ومحبتكم الدافع الأكبر للاستمرار فلكم مني كل الشكر والإمتنان حفظكم الله ذخراً وسنداً.
٤- الزملاء الأعزاء أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه لقد زاملت الكثير وكان لي الشرف بالتعرف عليهم والنهل من تجاربهم فهم خير الأصدقاء وخير معين لي في مجالي وصيتي لمن بقي على رأس العمل اجعلوا مخافة الله نصب أعينكم وتفانوا في العمل فالحمل ثقيل أعانكم الله عليه.
٥- إلى العزيز أبو باسل: لن أنس معروفك معي وتقديرك لي رغم قصر المدة التي عملناها فجزاك الله خيراً وأصلح لك نيتك وذريتك.
٦- إلى الجميع أطلب من الجميع السماح إن أخطأت على أحد فالقلب لا زال يحمل في طياته أماكن تتسع لمحبتكم وتقديركم ومن أخطأ علي بطريقة مباشرة او غير مباشرة فأقول له وبصدق ( سامحك الله وغفر لنا ولك).
وأخيراً فالحمد لله أولاً وأخراً وهذه الرسالة لن تكن نهاية العمل فالحياة مدرسة وتقاعدها ليس بنظام وضعي وإنما بأمر رب العالمين هذا مالدي على عجل والله المستعان ..
كتبه / سعيد بن حسن بن علي آل مانع القحطاني
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي الجبعان
09/04/2017 في 7:53 م[3] رابط التعليق
ميدان الشرف هي صروح التعليم ، وانت ابن للتعليم والوطن عرفتك منذ نعومة أظفاري فكنت خير معين ، لا أخفيك إنتي تتلمذت على يديك رغم انني لم اجلس على طاولة الفصل ، ولكن صحبتك في ميادين الحياة فعرفت طيب قلبك وصفاء وجدانك ، كنت معلم في بناء القيم الدينية والوطنية في نفوس كل من تتلمذ على يديك فعاملتهم كأبنائك، فلقد قابلت من تتلمذ على يديك فوجدت في أنفسهم بصمتك الأخوية وانحناءك الأبوي ، وحملت دور المعلم والتربوي نسجت في عقولهم حب التعليم ، ووطنت في أنفسهم حب الدين والوطن ، وزرعت القيم فكانت لهم نبراس في حياتهم العلمية والعملية …الخ
نعم انت خير معلم فحملت الرسالة بكل شرف واقتدار ، حينما غاب عن الميدان التربوي الكثير من العملين الذين اخذوا التعليم كوظيفة فقط ، وياليت الميدان التربوي يستفيد من خبراتك وخبرات كل المتقاعدين ، مع تحفظي على لفظة متقاعد ، فالعطاء يبدأ بجهد اقل ولكن بخبرات واسعة وعلم وفير ..
نبارك لك حياة سعيدة كإسمك السعيد ، وعمر حافلٌ بالصحة والطاعة لله لتبدأ صفحة ترسم فيها حياتك وحياة من يحبونك .
(0)
(0)
سعد العمري
09/04/2017 في 10:01 م[3] رابط التعليق
هي الحياة ايها العزيز من محطة الى اخرى ، تشرفت بأن كنت خادم لك في نهاية مسيرتك العمليه واسأل الله لك التوفيق والسداد في محطتك القادمه ، تعلمت منك الوفاء ، الإخلاص ، العطاء ، صفاء النفس والسريره ، قد كنت قدوة لي في الالتزام والانضباط ، توجيهك لاخيك ونصحك له لازالت دروس استفيد منها في حياتي العمليه ..
دمت موفقا ايها العزيز وادام الله عليك لباس الصحة والعافيه .
محبك ابو باسل / سعد العمري
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
10/04/2017 في 9:08 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير وبارك في اولادك واحفادك
الوطن يستحك التضيحيه والاخلاص في كافة الميادين
الله يمتعك بالصحة والعافيه ويكثر من امثالك
(0)
(0)
مساعد الطويل
21/04/2017 في 5:16 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير على ماقدمته ونسال الله ان يصلح لك ذريتك
وبالتوفيق ان شاء الله
(0)
(0)